منيرة حمزة.. تنال الدكتوراة بعد أن تخطت الثمانين
الأكثر مشاهدة
وصل عمرها الـ 85 عاما، ولكن ذلك لم يوقف شغفها بالعلم والتعلم، ففي هذا العمر، الذي قد يعتقد كثيرون أن الأنسب هو قضاؤه في دار للمسنين، استطاعت منيرة حمزة أن تنال درجة الدكتوراة في الأدب الفرنسي.
تملك السيدة التونسية، التي ولدت في 11 فبراير 1930، مكتبة خاصة بها، تبدأ يومها جالسة بها للقراءة والاطلاع، كعادة يومية دأبت عليها منذ الصغر، فهي محبة للمعرفة والاستكشاف، وهو الأمر الذ مكنها من تحقيق حلم طالما راودها بالحصول على دكتوراة الدولة في اللغة والآداب والحضارة الفرنسية لعام 2015.
في أثناء تحضيرها لنيل الدكتوراة، كانت تمر بظروف وأوقات عصيبة تجعل أقاربها يتساءلون "ما الذي ستفعلينه بالدكتوراة؟ لماذا ترهقين نفسك؟"، وكان ردها "أقوم بها لحاجة في نفسي"، كما كان زوجها وبناتها الأربع يدعمونها، ويقدرون طموحها.
تعمل منيرة بالتدريس، وظلت لأربعين عاما تدرس لطلاب المرحلة الثانوية، وكانت قبل حصولها على الدكتوراة، قد نالت الأستاذية في اللغة الفرنسية، وبعد أن وصلت إلى سن التقاعد، وجدت نفسها تملك وقت فراغ طويل، ولا تجد ما يشغله، فواصلت مهنة التدريس في المدارس والمعاهم الخاصة بتونس، ثم بعدها خطرت لها الرغبة في الحصول على الدكتوراة.
شجعت قوة الإرادة التي تملكها منيرة، وعزيمتها التي لم تخفت يوما غيرها، فالصغار شعروا أنهم يضيعون عمرهم هباء، رغم أن بإمكانهم أن يصنعوا معجزات، والكبار تأكدوا أن الوقت لم يفت بعد، وأنه طالما في العمر بقية، فهناك أحلام يجب أن تتحقق.
لم تتوقف طموحات منيرة عند الدكتوراة، ولكنها رأت في مشوارها وسيلة لإلهام الآخرين، فقررت الشروع في كتابة رواية حول سيرتها الذاتية، التي تلخص كيف يمكن أن يسعى الشخص إلى العلم لذاته لا من أجل الحصول على مرتبة أعلى في المجتمع أو إيجاد فرصة عمل.
استطاعت منيرة أن تحتفظ بصحتها، وقدرتها على ممارسة هذا النشاط الذهني المجهد، عبر النوم والاستيقاظ مبكرا، وتناول أطعمة صحية، إلى جانب حضورها لندوات علمية وفكرية.
تم تكريمها من قبل رئاسة الجمهورية التونسية.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ١٩ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا