زينب خاتون.. خادمة رفضت الوجود الفرنسي
الأكثر مشاهدة
المقهى والمطعم الذي أصبح يرتاده كثير من الشباب، له أصل وقصة ربما تغيب عن كثيرين، وهي قصة زينب خاتون، الخادمة التي أضحت صاحبة منزل.
كانت زينب خادمة لمحمد بك الألفي، أحد أمراء المماليك قبيل الحملة الفرنسية على مصر، وقرر أن يعتقها، لتتزوج بعدها من الأمير "الشريف حمزة الخربوطلي"، فأصبح يلحق لقب "خاتون" باسمها، وهو يعني المرأة الشريفة الجليلة، وهناك كانت الحاجة إلى وجود منزل يخصها ويحمل اسمها، فاختارت البيت الذي تم تصميمه على الطراز المملوكي بمنطقة الحسين.
"زينب خاتون"، هو بيت أثري يقبع خلف الجامع الأزهر بمنطقة الحسين، كانت تملكه الأميرة شقراء هانم حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، وتم بناؤه عام 1486، وظل ملكها حتى عام 1517، وظل يتعاقب عليه الملاك. ويعتمد البيت في تصميمه على الحفاظ على الخصوصية، فتصميم المدخل جاء على طريقة "المدخل المنكسر"، حتى لا يسمح للضيوف برؤية من بداخل البيت.
أول ما يصادفك فور الدخول إلى منزل "زينب خاتون" صحن البيت، الذي تشتهر به العمارة الإسلامية وينتشر بصورة كبيرة في بلاد الشام وتركيا، فتصميم الصحن بالشكل الذي يجعله يحيط بواجهات المنزل الأربعة، ويسمح للضوء والهواء بالدخول إلى حجراته كلها، يعود إلى كون تلك السمة الأساسية للعمارة في العصرين العثماني والمملوكي.
لم تكن زينب مجرد صاحبة منزل، ولكنها كانت سيدة شجاعة حاولت أن تحمى بلدها، فمع دخول الحملة الفرنسية على مصر 1789، كانت زينب تستضيف الجرحى والفدائيين، الذين يرفضون الوجود الفرنسي في مصر، ولذلك يصدق كثيرون ما يشاع حول العثور على 27 جثة مدفونة في سرداب تحت أرضية المنزل.
تحول البيت، الآن، إلى جانب كونه مكان أثري، إلى مطعم ومقهى يلجأ إليه كثير من الشباب لقضاء وقت ممتع، خاصة لأنه يتميز بروح مختلفة ويبعث على الراحة.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٠١ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا