إيلا فيتزجيرالد.. سيدة الأغنية الأمريكية القادمة من شوارع هارلم

"سيدة الأغنية.. ملكة الجاز.. الليدي إيلا" ألقاب استطاعت أن تنالها إيلا فيزجيرالد عن جدارة، فهي مغنية الجاز الأمريكية الأشهر، التي استطاعت أن تصنع تاريخا لها وحدها، وتترك بصمة لا يختلف اثنين على أهميتها.

ولدت إيلا في ولاية فرجينيا في 25 أبريل 1917، ثم انتقلت مع والدتها إلى نيويورك، حيث بدأت تلتحق بالتعليم وهي في السادسة من عمرها، وأثبتت تفوقها وتميزها، ففي الصف الثالث ظهرت براعة إيلا في الرقص، فكانت تقوم بالرقص في فترات الإستراحة وأوقات الغداء مع زملائها، وكانت حينها تستمع لتسجيلات لويس أرمسترونج وبينج كروسبي، كما كانت تنتظم في حضور دروس الكنيسة وتحاول تقليد طريقة غناء المغنية الرئيسية لفريق الراهبات كوني بوسويل وتقول: "عندما جلبت أمي أحد تسجيلاتها، أحببتها جدا، وكنت أحاول تقليد صوتها".

وفاة والدتها عام 1932، حين كانت إيلا في الـ 15 من عمرها، كانت بمثابة نقطة التحول في حياتها، فانتقلت بعدها إلى العيش مع خالتها بحي هارلم، وهناك انجرفت إلى طريق المافيا دون فهم منها، وخرجت من المدرسة وتوقفت عن التعليم، فتم إيداعها بمدرسة إصلاحية في نيويورك، ولكنها لم تستمر بها طويلا وهربت منها، وظلت لفترة تعيش في شوارع هارلم بلا مأوي.

تكسبت إيلا من الغناء في الشوراع، وظلت تحاول أن تعبر عن الموهبة التي بداخلها، حتى استطاعت أن تقدم العروض الغنائية على مسرح أبوللو عام 1937، وكانت ما تزال في الـ 17، ثم قدمت العروض على مسرح أوبرا هارلم، حتى أتاح لها "تشيك ويب" فرصة الانضمام إلى فرقته الغنائية، وقدمت معهم عدد من الأغنيات الشهيرة، مثل "Love and Kisses"، ثم شاركت في كتابة أغنية للأطفال وهي واحدة من أكثر الأغاني التي صنعت لها شعبية واسعة "A-Tisket, A-Tasket" ثم سجلت نسخة أخرى "I Found my Yellow Basket".

بعد وفاة "ويب" عام 1939، أصبحت فرقته تعرف باسم "إيلا وفرقتها الشهيرة"، وسجلت إيلا ما يقرب من 150 أغنية مع فرقة "ويب" في الفترة ما بين 1935 وحتى نهاية 1942، حين قررت أن تغادر الفرقة لتبدأ رحلتها الفنية بشكل منفرد، وكان لها عدد من الأغنيات التي أحدثت شهرة واسعة وسجلتها بمشاركة فنانين آخرين مثل بيل كيني، ولويس جوردون.

وبدأت علاقتها مع موسيقى الجاز مع الانضمام لحفلات أوركسترا الجاز، ثم انضمت إلى فرقة ديزي جليسبي، وفي عام 1945 سجلت أغنيتها "Flying Home" التي اعتبرتها جريدة نيويورك تايمز "واحدة من أكثر تسجيلات موسيقى الجاز تأثيرا في هذا العقد (1940)، ولم يسبقها أحد إلى مثل هذا التكنيك على الرغم من محاولات لويس أرمسترونج من قبل".

وكانت أبرز تعاوناتها الفنية مع الملحن بيل كيني، ولويس أرمسترونج، وجو باس، ودوك إلينجتون، وأنتجت هذه الشراكات أغنيات مثل: "check to check" و"Dream A Little Dream of Me" و"Into Each Life Some Rain Must Fall"، واشتهرت إيلا بنقاء صوتها، وقدرتها العظيمة على الإرتجال وحبها الكبير للغناء.

تعتبر إيلا واحدة من رواد مطربي الجاز، ونالت 13 جائزة جرامي، وجائزة جرامي الأبدية عام 1967، في عام 1958 كانت أول أمريكية من أصل إفريقي تفوز في العرض الإفتتاحي، ونالت ميدالية الشرف من مركز كينيدي للفنون الآدائية، والميدالية الوطنية للفنون، ووسام الحرية الرئاسي، وعام 1990 حصلت على الدكتوراة الفخرية في الموسيقى من جامعة هارفارد.

في 1993، أكملت إيلا 60 عاما في مشوارها المهني بعد أن قدمت أكثر من 160 أغنية.

وتوفيت في 15 يونيو 1996 في منزلها بعد أن عانت لمدة 3 سنوات، من مرض السكري الذي سبب لها مشكلات في الجهاز التنفسي والعظام وضعف البصر. وتم تكريمها بمهرجان الموسيقى مع جامعة كريستوفر بولاية فرجينيا عام 1997 بعد وفاتها.