ندى خليل.. تلعب كرة القدم بـ ”الحجاب” في أمريكا
الأكثر مشاهدة
"كرة القدم أهم".. "الأهلي قبل أي حاجة".. و"ميسي حبيب قلبي" هكذا اختتمت ندى حديثها مع "احكي".
الفتاة المصرية التي تعيش حاليا في ولاية أروجن، إحدى الولايات المتحدة، تعتبر كرة القدم عشقها الأول منذ بدأت تمارسها وهي في الصف الثالث الإبتدائي، رافضة أن تمنتع عنها لأي سبب.
ندى خليل، 22 عاما، هاجرت مع أسرتها إلى الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات، تدرس علم النفس في جامعة بورتلاند، وتلعب في فريق كرة القدم الخاص بالجامعة. حب الكرة بدأ معها منذ كانت طفلة لم يتعد عمرها السبع سنوات، فعندما قررت أن تتجه نحو هذه اللعبة لم تواجهها أسرتها بالرفض "والدي دايما بيسيب لنا حرية الاختيار، ومعندوش فكرة التفريق بين الولد والبنت"، فإلى جانب كرة القدم اهتم والدها بتعليمها الملاكمة.
بداية ندى مع كرة القدم كانت في فريق نادي السويس، في دوري تابع لمنطقة الساحل الشمالي، وكانت هي وصديقتها نهى الفتاتان الوحيدتان بالفريق، حيث لا يوجد فريق خاص للبنات، "كان الكل بيعاملنا باحترام، لأنه أخويا وقريبي كانوا معانا في الفريق" لهذا تعتقد ندى أنها لم تتعرض لمضايقات، ولكنها كانت تتعرض لسخرية الفرق الأخرى، التي كانت تقول لهم قبل المباريات "أنتو هتخسروا.. معاكم بنات في الفريق".
في هذه الفترة، اختار لها المدرب موقع الدفاع خوفا عليها، لتكون بعيدة عن الاحتكاك بالفرق الأخرى، والتعرض للإصابات، ولكنها أثبتت جدارتها بهذا الموقع، وأصبح المدرب يعتمد عليها، رغم أن ذلك أصبح يثير الضيق في نفوس زملائها بنفس الفريق، وجعلهم يتعمدوا إصابتها في أثناء التمارين.
مع وصولها إلى الصف الخامس الإبتدائي، أضحى من الصعب استمرارها بالفريق، ولذلك اتجهت إلى لعب كرة القدم في دوري المدارس الدولية، ممثلة مدرستها "الشويفات"، وتغير موقعها من الدفاع إلى وسط الملعب، حيث مكانها المفضل، واستمرت حتى حان وقت التحاقها بالجامعة.
قبل السفر والاستقرار في الولايات المتحدة، التحقت ندى بجامعة خاصة مصرية، وانضمت إلى فريق كرة القدم الخاص بها، ولكنها لم تستمر بسبب طريقة اللعب التي لم تناسبها، وعندما استقرت في ولاية أورجن، والتحقت بجامعة بورتلاند كان أول ما يشغل بالها البحث عن فريق لكرة القدم، وسعت للإنضمام لفريق الجامعة، فأرسلت بريد إليكتروني لكابتن الفريق، الذي حدد لها موعدا للحضور والخضوع للاختبار.
ترتدي ندى الحجاب منذ كانت في الـ 12 من عمرها، وقبل مقابلة كابتن الفريق شعرت بالخوف من أن يرفضها بسبب الحجاب، فذهبت وهي تحمل معها حلم لعب كرة القدم، الذي توقعت أن ينتهي في أمريكا، ولكنها فوجئت بعدم تعرض كابتن الفريق لمسألة الحجاب، وبعد خضوعا للاختبار، انضمت للفريق دون شروط.
واجهت ندى أزمة الزي الخاص بالنادي، فاضطرت إلى ارتداء البنطلون تحته، ولم تجد اعتراض من إدارة النادي أو كابتن الفريق "لقيت كتير من زميلتي بيشجعوني ويلبسوا زيي عشان مضايقش ويحسسوني أني زيهم"، الاعتراضات على الزي الخاص بندى، والتي قد يرى كثيرون عدم ملاءمتها، أتت من العرب والمسلمين الذين يعيشون معها في نفس الولاية، فانهالوا عليها بالتعليقات السلبية الرافضة.
"أنا بعمل المستحيل عشان مغضبش ربنا.. ومش شايفة انه لعب الكرة حاجة غلط ربنا هيعاقبني عليها" وعلى تلك القناعة قررت ندى أن تتجاهل التعليقات التي قد تثير في نفسها الإحباط أو الحزن، وانتبهت إلى حلمها في الانضمام إلى فريق كرة القدم الذي يمثل ولاية أورجن "بحب الفريق ده جدا، وأتمنى ألعب فيه".
حتى تحقق ندى حلمها، عليها أن تثابر وتبذل الكثير من الجهد في التدريبات ومباريات كرة القدم لتثبت جدارتها، التي ستأهلها للالتحاق بهذا الفريق "بأجي على أي حاجة عشان الماتشات والتمرينات"، وتحلم ندى أن تمارس هوايتها في لعب كرة القدم بنجاح، وأن تعمل بـ "علم النفس" بشكل احترافي.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا