الطفلة ”بانا العبيد” توثق الحرب السورية عبر ”تويتر”: أريد السلام
الأكثر مشاهدة
على صورتها، تلحظ ابتسامة تعلو وجهها، هي جميلة ولكنها موجوعة ومفجوعة، فالطفلة السورية ذات السبعة أعوام، قضت أكثر من نصف عمرها ترى الدمار ينتقص من جمال كل ما حولها.
تعيش بانا العبيد في شرق حلب مع عائلتها، ككل الأطفال تتمنى أن تعيش حياة هادئة لا يملأها سوى صخب اللعب والضحكات، ولكنها ولدت حيث نشب الصراع، ودارت الحرب، فقضت على أحلامها الطفولية، ولكنها ما زالت تقاوم.
قررت والدة بانا أن يعرف العالم كيف يموت أطفال سوريا يوميا، إما خوفا أو غارقين في دمائهم، بسبب حسابات سياسية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فقررت أن تدير حسابا باسم ابنتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتوجه من خلاله رسائل عن حياة هذه الطفلة، وكيف تفقد وهي ما زالت تكتشف العالم من حولها أصدقاء من عمرها، وتفقد معهم إحساسها بالأمان والحب.
أولي تغريداتها كانت في سبتمبر 2016، وقالت فيها "أريد السلام". تكتب الأم التغريدات باللغة الإنجليزية بهدف إيصالها إلى الجميع، والتي تأتي غالبا مطالبة بوقف الحرب والقصف، وعبر صورتها على هذا الحساب، تظهر بانا وعلى وجهها ابتسامة، وجالسة أمام مكتب صغير تقرأ، وتعلق: "أنا أقرأ لأنسى الحرب".
تتمنى بانا أن تصبح معلمة، تحب القراءة والألوان واللعب، ولكن يقتلها يوميا الخوف والقهر، فمنذ أيام فقدت إحدى صديقاتها، التي وضعت صورتها وهي ملطخة بدمائها، وبعدها تم قصف منزلها، لتفقد ألعابها والدمى الخاصة بها، وتدفنهم هناك، حسب تعبيرها.
تحلم بانا باليوم الذي تتوقف فيه الحرب الدائرة بلا هوادة، وتطلب من "أوباما وبشار الأسد وبوتين" أن يتوقفوا وينحازوا للأطفال الذين يفقدون حياتهم يوميا في حلب، وتنشر فيديوهات وصور تُظهر تأثير القصف على المنازل والأرواح، وتطلب في إحداهم أن ينقذها أحدا من صوت المدافع، الذي قد ينهي روحها يوما ما، كما تظهر مع أشقائها الصغار في أحد الفيديوهات يرسمون ويلعبون.
الحساب الخاص بـ "بانا" أحدث أثرا واسعا، فأصبحت تلقب بـ "الطفلة المغردة"، وبعد أن شاهدت أحد أفلام "هاري بوتر" تمنت أن تقرأ السلسلة الروائية، فقامت المؤلفة جي كي رولينج بإرسال نسخة إليكترونية لها، كما وصل عدد متابعيها إلى أكثر من 100 ألف شخص، ومؤخرا تلقت تهديدات بالقتل، حسب تغريدة والدتها، من الجيش السوري.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا