لماذا نحتفل في 16 مارس بيوم المرأة المصرية؟
الأكثر مشاهدة
ما الذي يفقز إلى ذهنك عند سماعك كلمة "المرأة المصرية"؟، هل النساء اللاتي تقابلهن يوميًا في الشارع، أم ترى صورة امرأة ريفية تشبه تلك التي تقف في تمثال نهضة مصر؟، أو حتى تتذكر أم كلثوم أو أمينة رزق.. قد تكون الجملة مرتبطة في الذهن بمعاني وصور كثيرة، لكن الأكيد أنها مرادفًا للقوة والتحمل و"الجدعنة".. لذلك نحتفل في السادس عشر من مارس كل عام بيوم المرأة المصرية، وبما حققناه من إنجازات منذ الملكة حتشبسوت وحتى الآن، لكن لماذا هذا اليوم بالتحديد؟، هذا ما ستجيب عليه السطور القادمة.
مئوية يوم المرأة المصرية
نحتفل هذا العام بمئوية يوم المرأة المصرية، التي يذخر سجلها بالانجازات منذ فجر التاريخ، وليس في المائة عام الماضية فقط، لكن تم اختيار تاريخ 16 مارس تحديدًا بسبب ما حدث يومها من عام 1919، حيث شاركت المصريات لأول مرة في المظاهرات إلى جانب الرجال، ونظمن أول مظاهرة نسائية في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا.. وهكذا كانت حكاية هذا التاريخ في أكثر من مناسبة جعلته جديرًا بالاختيار ..
- البداية كانت من المظاهرات التي قامت يوم 9 مارس 1919، منددة بالاحتلال الإنجليزي وتغلغله في السيادة المصرية، إلى جانب إلغاءه للدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية، كل هذا دفع المصريين إلى الثورة ضد الإنجليز، والمطالبة بالاستقلال، وكانت طليعة الثوار قوامها من الطلبة، الذين نزلوا في كبرى مدن مصر، وتصدت لهم قوات الإحتلال بالرصاص، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى بين المتظاهرين.
- في الأيام التالية، استجاب باقي المصريين لدعوات التظاهر وازداد الغضب بعد وقوع المزيد من الضحايا، فأضرب سائقو الأجرة، والمحاميين الشرعيين، والأزاهرة، وفي المقابل أصبحت مواجهة الإنجليز للمظاهرات أعنف.
- وفي يوم 16 مارس 1919، حدث شيء غير متوقع بالمرة، إذ انضمت 300 سيدة للمظاهرات، في وقت لم تكن النساء فيه فاعلًا في الأحداث، ومن غير الوارد مشاركتها أبدًا، لكن هؤلاء السيدات شكلن أول زخة مطر ثورية في تاريخ مصر وخرجن بقيادة السيدة صفية زغلول، والسيدة هدى شعراوي وغيرهن، منددات بالاحتلال البريطاني وجرائمه، ورافعات شعار يحى الهلال مع الصليب.
- أخذت المظاهرات النسائية منحنى آخر بعد وقوع أول شهيدة في صفوف المتظاهرات، وهي الشهيدة حميدة خليل، ومن بعدها استشهدت كل من نعيمة عبد الحميد وفاطمة محمود ونعمات محمد وحميدة سليمان، ليخلدوا بذلك أول خطوة نسائية نضالية على مستوى الحراك الشعبي في الشارع المصري والعربي، ويسجلوا يوم 16 مارس كعلامة فارقة.
- ومرت السنوات وجاء يوم 16 مارس من عام 1923، والذي دعت فيه هدى شعراوي إلى تأسيس أول اتحاد نسائي في مصر، وكان على رأس مطالبه رفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية، وضرورة حصول المصريات على حق التعليم العام الثانوي والجامعي، وإصلاح القوانين فيما يتعلق بالزواج من خلال سن قانون يمنع تعدد الزوجات إلا للضرورة، وإلغاء بيت الطاعة.
- نتيجة هذا الحراك حصلت المرأة المصرية على الحق في دخول جامعة القاهرة أو جامعة فؤاد الأول وقتها، وكانت سهير القلماوي من أوائل الطالبات اللاتي دخلنها، وجاء ذلك بعد تشكيل اتحاد هدى شعراوي النسوي بخمس سنوات، أي عام 1928.
- وفي 16 مارس عام 1956، حصلت المرأة المصرية على حقها في الانتخاب والترشح، وهو أحد المطالب التي ناضلت من أجلها وتحققت بموجب دستور 1956، بعدما قامت درية شفيق ونساء أخريات باللإضراب عن الطعام احتجاجًا على عدم وجود امرأة واحدة بين أعضاء لجنة إعداد الدستور عام 1954، فاستجاب الرئيس محمد نجيب ووعدهن بأن يكفل الدستور "حق المرأة السياسي".
اقرئي أيضًا:
أشهر الحركات النسوية في مصر والعالم
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ١٦ مارس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا