”أنا بخير اطمئنوا”.. حكايات قصيرة عن النساء والعمل والحراك
الأكثر مشاهدة
ندى بديوي- هدير حسن
قام "احكي" بجولة داخل المعرض الأول الذي أنتجه مشروع توثيق الحراك النسائي والعمل على التاريخ الشفوي "أنا بخير، اطئنوا"، والذي جاء نتاج عمل مشترك بين عدد من المؤسسات في مصر ولبنان والأردن والدانمارك من بينها مؤسسة المرأة والذاكرة والمعهد الدانماركي المصري للحوار، وتم افتتاحه أمس الثلاثاء 2 مايو، وتستمر فعالياته حتى 23 مايو الجاري في مسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية.
ويمكنكم التعرف على تفاصيل المعرض والمشروع من هنا.
"النساء لا يتوقفن مطلقًا عن الحركة. يشاركن في أنواع مختلفة من العمل والحراك تشكل قوام رحلاتهن خلال الحياة. يقدم هذا المعرض لمحات من حياة 21 امرأة – نساء عملن وتحركن كأطباء وعاملات ومعلمات وفنانين، فضلًا عن كونهن أمهات وبنات وصديقات. وبالرغم من أنهن يعشن في مصر والأردن ولبنان والدنمارك، فإن حيواتهن تدعونا إلى السفر عبر آفاق شعوب وأزمنة كثيرة، ويستند هذا المعرض إلى مقابلات أجريت مع أولئك النساء المختلفات."
المعرض يضم قصص ومقتنيات من عدة نساء عملن في مهن مختلفة من مصر والعراق ولبنان والأردن، وذلك بغرض توثيق تاريخهن الشفوي وتعريف الجمهور بإمكانية عمل متاحف للنساء، وتلك مجموعة من أبرز حكايات النساء بالمعرض الذي يفترض أن يُقام في الأردن ولبنان والدنمارك.
- راوية محمد
"الناس فاكرة إني لما طلعت واشتغلت وسافرت ورحت وجيت مش هاتجوز. دي كانت حاجة وحشة جدًا في نظر الناس.. دلوقتي شافوني ناجحة في شغلي وإن أنا اتجوزت وعندي أولادي وعندي ورشتي وبأروح وبأجي وبأحضر معارض... دلوقتي ابتدوا يخلوا البنات تطلع تشتغل وتتعلم".
ولدت راوية محمد عام 1978، في الفيوم في مصر، وتعمل فنانة وصانعة فخار.
وبدلًا من أن تتعلم القراءة والكتابة، تعلمت راوية حرفة صناعة الفخار، وفي سن الثانية عشرة التحقت بمدرسة صناعة الفخار التي أسستها الفنانة السويسرية إيفين بوريه. ورغم أن راوية لم تلتحق مطلقًا بالمدرسة أو بفصول محو الأمية للكبار، لكنها الآن المسؤولة عن دفاتر الحسابات في الورشة التي تملكها في الفيوم.
وعلى العكس من رغبة أسرتها في أن تتزوج في سن مبكرة، قررت راوية أن تركز على تعلم صناعة الفخار. وفي أواخر التسعينات، سافرت راوية إلى فرنسا لتقيم معرضًا حول صناعة الفخار التي طورتها في مصر، وعلمت الصناعة لأخواتها وبناتها وثلاثة من سكان القرية. ويعمل طلابها معها أو يؤسسون ورشهم الخاصة.
- مايسة مصطفى
"المرشدة السياحية زي مضيفة الطيران، زي الممثلة، حد بيطلع على المسرح كل يوم.. قبل أي مجموعة لازم كنت أقعد أسبوع قبلها، أكون عاملة ريجيم علشان ألبس كويس قبل كل مجموعة"
ولدت مايسة في مصر عام 1964، وتعيش حاليًا في القاهرة وتعمل مرشدة سياحية.
في ظل انتعاش السياحة في ذلك الوقت، بدأت عملها كمرشدة سياحية عام 1987، وكانت واحدة من المرشدات السياحيات القلائل اللاتي يتحدثن الفرنسية ويسافرن كثيرًا إلى الأقصر وأسوان. وتتذكر أن المجتمع المحافظ في صعيد مصر لم يكن ينظر إليها وإلى زميلاتها بطريقة إيجابية، بسبب سفرهن طيلة الوقت بعيدًا عن أسرهن.
عام 2012 بدأت بالفعل في الدراسة للحصول على الماجستير.
- هند رستم
"أنا معشتش سني، شبابي، كنت في السينما على طول، ما أقدرش أسافر، ما أقدرش أنام كويس، ما أقدرش آكل.. مقدرش أقول لك عشت شبابي المظبوط، لأ ما عشتوش، عشته بعد ما بطلت سينما..."
ولدت هند رستم في مصر بمدينة الإسكندرية عام 1931. وفي سن الخامسة عشرة، قررت هند أن تحترف التمثيل وكانت أسرة والدها تعتبره مهنة سيئة السمعة، لذلك قاطعوها جميعًا.
شاركت هند في 125 فيلمًا على مدار ثلاثة عقود. وفي الوقت الذي سطع فيه نجمها، كان عليها أن تحافظ على درجة عالية من الالتزام والانضباط الجسدي، الأمر الذي شبهته باحتراف الرياضة أو الملاكمة.
نجحت هند في حجب حياتها الخاصة وحياة ابنتها بسنت عن الإعلام، إلى أن تخلت في النهاية عن مهنتها كممثلة وقامت بدور الأم الذي طالما حلمت به، واستمتعت بعد ذلك كثيرًا بأن تكون جدة لابن بسنت.
- كوكب حفني ناصف
ولدت كوكب عام 1905 في القاهرة، وكانت أول امرأة تدير مستشفى في مصر. شاركت في ثورة 1919، مما أدى لأن تصفها مديرة المدرسة "بالمثيرة للمشكلات"، فطردت من مدرستها. وبعد الكثير من الصعوبات استطاعت أن تلتحق بمدرسة أخرى، وحازت على منحة "كتشنر" للدراسة في المملكة المتحدة حيث درست طب النساء والتوليد.
عام 1938 ذهبت للمملكة العربية السعودية لتلتحق بالطاقم الطبي للقصر الملكي. اشتهرت كوكب بالانخراط في الحركة النسائية في مصر.
- أم إبراهيم
ولدت رقية السنتريسي أو أم إبراهيم، في يافا بفلسطين عام 1927. تعيش حاليًا في العاصمة الأردنية عمان حيث تملك ورشة للتطريز.
عام 1948، اضطرت إلى الفرار من بلدتها مع زوجها الذي كان يعمل معلمًا. ذهبوا إلى سوريا وبعد صعوبات مالية انتقلوا إلى الأردن. في الخمسينات استغلت السيدة أم الأبناء الثمانية، موهبتها في التطريز والتي تعللمتها وهي ماتزال طفلة وحولتها إلى نشاط مدر للدخل. دربت أم إبراهيم أجيال من النساء على مدار سنوات، وغيرت وجه فن تطريز الوسادات.
- بلسم أبو زور
"نجحت في إقامة المعرض والحصول على الكثير من الأموال.. وأتاح لي نجاحى الفرصة حتى يسمعني الآخرون".
ولدت بلسم أبو زور في قرية تنورة بلبنان أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وهي الآن تعمل فنانة تشكيلية.
ونشأت بين نساء قريتها حيث كان معظم الرجال مسافرين، إما للحرب أو للعمل.
ولم تكن أسرة بلسم تتوقع القرارات التي ستتخذها بلسم بشأن حياتها. ولم توافق الأسرة على أن تعيش بمفردها في بيروت حتى تمارس مهنتها كفنانة تشكيلية. لكن عندما افتتحت أول معرض لها في قريتها وزارها معلموها فيه، بدأت أسرتها وجيرانها يقدرون عملها.
الكاتب
احكي
الأربعاء ٠٣ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا