”مي محمد” تنحت البهجة بـ ”ماري منيب” و”إسماعيل ياسين”
الأكثر مشاهدة
استطاعت من خلال تماثيلها المنحوتة بالصبر والجهد والمحبة أن تنشر البهجة وتسعد القلوب، فكل من رأى أعمالها انتابه الفخر وكأن ما فعلته يخصه، ويميز بلده، واعتبره كثيرون تراث يجب أن يُحفظ ويسجله التاريخ.
على مدى ثلاثة أشهر، واصلت مي محمد، طالبة السنة الأخيرة بكلية الفنون الجميلة بالمنيا، الليل بالنهار، لتنحت بيديها ثماني شخصيات كانت رؤيتهم كفيلة بجعل القلوب تبتسم وتلين، فمع بداية النصف الثاني من العام الدراسي الجامعي، شرعت مي في البحث عن فكرة مختلفة لمشروع تخرجها من الكلية، حتى وقع الاختيا على (ماري منيب، وإسماعيل يس، عبد الفتاح القصري، إكرام عزو، حسن فايق، نجيب الريحاني، احمد فرحات، محمد رضا).
نحاتة المنيا مي عبد الله
قصة مي مع التجسيد والتعبير باستخدام الفن والخيال، بدأت منذ سنوات عمرها الخمس "كنت بحب الرسم جدا، والكل نصح عائلتي أني لازم أدرس فنون"، وإلى جانبه، كانت تلعب مي بالصلصال وتشكل منه عرائس صغيرة تختلف عن بقية ما يصنعه الأطفال، فتحمل الدقة والإبداع مع البراءة واللهو.
آمنت أسرتها بموهبتها، والتحقت مي بكلية الفنون الجميلة بالمنيا، ولكنها فعلت ما لم يتوقعه أحد، فحين مرت السنة الأولى وكانت الأولى على دفعتها، وحان وقت اختيار القسم الذي تلتحق به، اختارت مي "النحت" رغم ما يشاع بأنه القسم المخصص لذوي الدرجات المتدنية "حبيت النحت واخترته رغم أنه مظلوم وصعب، وناس كتير بتشوفه مش مناسب للبنات"، ولكنها لم تهتم سوى برغبتها.
اقرئي أيضًا.. حكاية مروة السلحدار أول قبطانة في مصر والوطن العربي
ما يميز مشروع مي هو تجسيدها للشخصيات بالكاريكاتير، فلم تعتمد على تجسيدهم الحقيقي، ولكن كونهم ممثلين كوميديا جعلها تنحاز لنحتهم بالشكل الكاريكاتيري، وتعتبر تلك المرة الأولى التي يتم نحت تماثيل لشخصيات اعتمادا على الكاريكاتير، وعند تسليم مشروع التخرج أخبرها أحد الأساتذة أن لها اسلوب مميز في النحت، وعبر عن انبهاره بما قدمته.
اختيار مي لهذه الشخصيات اعتمد على عدة أسباب، كان ضمنها أنها تعتبرهم جزء من التراث المصري، ويتركون انطباعا جيدا في نفوس الجميع غير أن ملامحهم بسيطة ومميزة "الناس بتحب الشخصيات دي وبيتفاعلوا معاهم لأن دمهم خفيف"، ورغم ذلك واجه المشروع في البداية رفض البعض معتبرينه غير مناسب، ولكنه أبهر الجميع فور الانتهاء منه.
النحت بالنسبة لمي عالم آخر، تبحر معه ويشرد خيالها في تفاصيله، "النحت غير الرسم، بيخليني أعيش حالة تانية مع الشخصية، وأحاول أجسدها من كل النواحي"، ويأخذ النحت مجهود كبير، فقبل ان تبدأ في تشكيل الطين الأسواني تدرس مي الشخصية التي تنحتها، وتستمع إلى أفلامها وتعرف تاريخها.
اقرئي أيضًا.. نهاد أبو القمصان صاحبة المشوار النضالي مع حقوق المرأة
تلقت مي الدعم من أسرتها ومن خطيبها، الذي تخرج من نفس الكلية، ولم يبدي اعتراضا أو ضيقا بانشغالها في مشروع التخرج للدرجة التي تجعلها تعود إلى منزلها في الواحدة صباحا بعد منتصف الليل"هو مؤمن بالموهبة بتاعتي، ودايما بيشجعني وبيدعمني"، كما أن نشأتها في بيئة جنوبية تفتقر إلى كثير من الموارد لم تقلل من المجهود الذي قدمته "عاوزة الناس تعرف إننا نقدر نعمل حاجة، رغم أنه معندناش فنانين كبار، أو ناس تدعمنا".
تعرض مي مشروعها الآن بساحة جامعة المنيا أمام مركز الفنون الآداب، وتسعى إلى عرضه بمدينة الإنتاج الإعلامي، وتتمنى أن تطور المشروع وتصمم هذه الشخصيات بأحجام مختلفة "نفسي أكمل مشوار النحت ويكون عندي جاليري بيعرض أعمالي"، فبعد أن أسعد مشروعها كل من رآه، وأعطى أمل لكثيرين أن الإبداع لم يمت، أصبح كثير من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ينشرون صور أعمالها.
اقرئي أيضًا..
تعرفوا على نادية مراد العراقية الفائزة بنوبل للسلام
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ١٢ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا