”هي تستطيع”..تجارب ملهمة ونصائح من رائدات الأعمال 111

هدير حسن -سمر حسن  

الإلهام، ورؤية نفسك في تجربة الآخرين يمنح الشعور بالقدرة على تحقيق الأحلام، ولذلك قدم حدث She Can، الذي أقيم في مكتبة القاهرة بالزمالك يوم الجمعة 21 يوليو، جرعة من التفاؤل والأمل للحاضرات عبر كلمات الضيوف التي ركزت على تحفيز أصحاب المشروعات والأفكار ليخرجن بها إلى النور.

عرضت الفعالية كلمات مؤثرة لسيدات أصحاب مشروعات، استطعن أن يتغلبن على ظروف اجتماعية واقتصادية وأن يأتين بأفكار جديدة إلى السوق، كما تخلل الحدث جلسات توجيه من خبراء في مجال التجارة والأعمال، ووفر ورش عمل مجانية في إدارة المشروعات والتخطيط والتسويق وأساسيات التمويل.

حلم "منال رستم" بدأ في الـ29

حاولت منال رستم الرياضية والعداءة المصرية أن تجعل الحاضرات يخرجن من الإطار الذي يضعه المجتمع للفتاة المصرية "لازم نفوق من غيبوبة هنتجوز إمتى؟"، وتناولت تجربتها الحياتية مع الرياضة وتسلق الجبال، التي بدأتها وهي في الـ 29 من عمرها، دون أن تخشى أن يعوقها العمر عن إحراز أي تقدم.

درست منال رستم الصيدلة، وعملت بشركة دولية في دبي، ولكنها قررت أن تفعل ما يجعلها سعيدة، وتخوض تجربة الغوص، وتسلقت جبل كلمنجارو، مواجهة رفض عائلتها، تاركة الحديث عن الزواج وبناء الأسرة لـ "النصيب"، واستطاعت أن تكون أول عارضة محجبة لعرض منتجات شركة Nike للمحجبات، بعد أن أسست مجموعة Surviving Hijab على فيسبوك.

"التفكير في الجواز والسن هيجيبلك اكتئاب، فوقي من الفكرة دي وركزي في اهتماماتك وشغلك" هذا ما ركزت عليه منال واستطاعت أن تتغير من خلاله، فنجاحاتها لم تتحقق سوى بإيمانها بقدرتها رغم محاولات كثيرين تثبيط عزيمهتا، والاعتقاد بأن العمر قد يكون عائق أمام ممارسة أي نشاط.

نصائح "مدكور" للعلاقات الصحية ورحلة "الأمير" حول العالم

تقع الفتيات والسيدات في مجتمعنا المصري، في كثير من الأحيان، تحت وطأة العلاقات التي تؤثر عليها بطريقة سيئة، وتسلبها روحها وعافيتها، ولكن ياسمين مدكور، كاتبة المقالات والمتخصصة في التعافي من آثار العلاقات المدمرة، استطاعت أن ترشد الحاضرات للحدث إلى الطريقة التي يستطيعون من خلالها التخلص من العلاقات الاجتماعية التي تؤثر عليهن سلبا، وأن يضعن المحيطين بهن في إطار لا يسمح لهم بالتدخل في الحياة الشخصية والمساحة الخاصة بكل منهن.

أما الرحالة إيمان الأمير، التي طافت 33 دولة وهي ما زالت في الـ 37 من عمرها، فقدمت نصائح للحاضرات تسهل عليهن فكرة السفر دون الحاجة إلى أموال كثيرة، مؤكدة أن السفر يغير من عادات الشخص، ويزيد خبراته.

"ناميس عرنوس": "احكي.. تكنيك صحفي جديد"

استهلت "ناميس عرنوس" رئيس تحرير ومؤسسة موقع (احكي) حديثها عن حلمها الذي استمر خمس سنوات حتى يخرج إلى النور، فألقت الضوء على مراحل تحقيق الحلم.

فيما يتعلق بدخولها إلى المجال الإعلامي، لفتت إلى أنها حددت ذلك منذ المرحلة الإعدادية، فحصلت على مجموع 97.5% بالثانوية العامة مما أهلها للالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وسرعان ما بدأت العمل منذ عامها الجامعي الأول فعملت مراسلة ببرنامج 90 دقيقة حتى عام 2011.

وبدأت الخطوة الثانية في حلم "عرنوس" في فبراير 2011، فدشنت مؤسسة إعلامية لتدريب الإعلاميين على معاييز المهنية، ثم وضعت نصب أعينها منذ ثورة يناير "برنامج يوثق حكايات البنات الإنسانية في الثورة"، ثم تطورت الفكرة لديها لإطلاق منبر إعلامي متخصص لحكي القصص النسائية، "على فكرة قصص الستات والبنات مش محتاج ساعة على الهوا دا، ولا محتاجة فقرة في أي برنامج".

ثم انتقلت مؤسسة (احكي) لدراسة السوق والتعرف على المنافسين  في يناير  2015 من أجل الوصول إلى منتج مختلف، وبعد نهاية دراسة السوق توصلت إلى تكنيك جديد لسرد القصص النسائية وهو (الحكي)، وتم تدشين الموقع في فبراير 2016.

اختتمت كلمتها بالحديث عن التحديات التي واجهتها، ويأتي على رأسها إقناع السيدات على حكي قصصهن، ويتمثل التحدي الثاني في توفير المال اللازم لاستمرار المشروع في ضوء التحديات التي تواجه سوق الإعلام المصري "أحوال الصحفيين صعبة جدا".

راشد: النجاح يبدأ من خلال التركيز على الهدف

ألقت "هبة راشد" مؤسسة جمعية مرسال الخيرية الضوء على رحلتها التي بدأت منذ  أكثر من  17 عامًا عندما تركت محافظة الفيوم، وأتت إلى القاهرة لدراستها في كلية الألسن، ثم حصلت على الماجستير و شهادات في مجال إدارة المشروعات، وعملت لمدة ثلاثة عشر عامًا في إدارة المشروعات في شركات كبرى منها متعددة الجنسيات، وسرعان ما غيرت تفكيرها لأنها لم تجد نفسها في هذا المجال.

"دية أكتر حاجة بيخاف منها البنات في مصر على مستوى الشغل والحياة الشخصية" فوضعت أمام خيارين هو فتح مؤسسة خيرية والتفرغ التام لها أو الاستمرار في العمل التطوعي تزامنًا مع عملها في المؤسسات الدولية.

 في بداية عام 2014 كتبت "راشد" منشور على حسابها الشخصي "فيس بوك" بأنها تريد فتح مؤسسة خيرية، فسرعان ما وجدت رد فعل إيجابي يؤيد فكرتها "مش مطلوب منك تعرف أخر السلم بيودي فين أنت مطلوب منك أول خطوة"، وكان أول مبلغ تبرعات جمعته 20 ألف جنيها.  

منتقلة صاحبة الـ37 عاما لإبراز المكانة التي وصلت لها المؤسسة الخيرية التي تقدم الخدمات الطبية المجانية للمرضى غير القادرين‏، ففي عام 2017 توسعت لتملك أربعة أفرع في "مدينة نصر والمعادي والتجمع الخامس والإسكندرية"، بالإضافة إلى الحملات المستمرة طوال العام من مصر لأسوان لافتة إلى حجم التبرعات التي وصلت إلى 12 مليون العام الماضي.

رويدا بيبرس: "العلاقات  العامة رأس مالها البشر"

"أي حد عايز مشروعه يكبر لازم وسائله الاتصالية تكون صح" تحدثت "رويدا بيبرس" مؤسسة شركة تراكس للعلاقات العامة عن تجربتها في مجال العلاقات العامة التي بدأت منذ 10 سنوات، مركزة على قواعد الاتصال الصحيحة.

"العلاقات  العامة رأس مالها الناس"، ناصحة بأن دائرة العلاقات لابد أن تكون واسعة لتشمل الأفراد من كافة المجالات المختلفة " الاتصال الجيد هي البداية الناجحة لأي شخص أو أي مشروع ".

 منتقلة للحديث عن مبادىء إدارة فريق العمل بشكل صحيح،  أهمها روح التعاون بين فريق العمل، والنقاش المستمر بين أعضاء الفريق، ثم اختتمت حديثها عن (Personal Branding) التي تترجم إلى العربية العلامة التجارية الشخصية والتي تعني إنشاء هوية شخصية مميزة، ومن أهم عناصر بناؤها الشخصية القوية والصبر والتواصل الجيد.