أيدي ”سارة الجوهري” تمنح صوتًا لمن فقدوه
الأكثر مشاهدة
هل تتخيل أن تسأل شاب مصري عن الدكتور مجدي يعقوب ولا يعرفه؟.. وماذا سيكون موقفك إذا تكرر الأمر مع أكثر من شخص؟.. هذا ما حدث مع "سارة الجوهري" عندما سألت أصدقائها من الصم عن الجراح العالمي وجهوده في علاج مرضى القلب وإعلانات مؤسسته ذات الطابع المبهج، فكانت الإجابات بالنفي، وهو ما دفعها لترجمة الأغنيات الموجودة في الإعلانات بلغة الإشارة حتى يفهموها ويعرفوا جزء من الذي يفوتهم بسبب عدم اهتمام الإعلام بلغة الإشارة.
قدمت سارة فيديو "ارسم قلب" وحقق نجاح كبير جدًا وصل لأكثر من مليون مشاهدة، وبسببه انهالت عليها طلبات تعلم لغة الإشارة.
ولدت سارة لأبوين من الصم، وكما كل الأطفال تعلمت لغة والداها هكذا بالوقت والمعايشة، لكنها قررت أن تتقنها بعد موقف عصيب غيّر مجرى حياتها، فقد توفي والدها بأحد المستشفيات لأنه لم يجد طبيب يتكلم لغة الإشارة ولم يفهمه أحد، وكانت ابنته حينها في السادسة عشرة من عمرها، وعزمت من بعدها الحصول على كورسات وتدريبات تمكنها أن تصبح صوتًا لمن فقد الصوت، وحلمت أن ينتشر تعلم لغة الإشارة فلا تضيع حياة أحدهم بسبب قلة الاهتمام بتلك الفئة من المجتمع.
حياتها مع أم وأب من فاقدي السمع نبهتها لقلة المحتوى المقدم لهم على التلفزيون، فقلما تجد مترجم إشارة مع برنامج أو نشرة أخبار، لذلك ولت وجهها شطر "السوشيال ميديا" فبدأت الفتاة العشرينية تقديم مقاطع فيديو لأشهر الأغاني بلغة الإشارة، مثل أغنية "تحيا مصر" لأحمد جمال والتي نشرها الفنان على صفحته الرسمية وشكر سارة توصيلها لجمهور جديد، وكذلك أغنية "نقابل ناس نفارق ناس" للؤي، وفي عيد الأم أهدت والدتها الفنانة التشكيلية حنان النحراوي أغنية "شكرًا يا أمي"، وعبرت والدتها عن سعادتها الغامرة بتلك الهدية التي لم تستطع يومًا أن تقدمها هي لأمها، تقول سارة: "حبيت أقدم الأغنية لكل أم من الصم، علشان مش بس الأمهات المتكلمين هما اللي يفرحوا بيوم زي ده".
كما قدمت مجموعة من أصدقائها الصم هواة التمثيل للمخرج "محمد علام"، وبالفعل خرج التعاون في العمل المسرحي "العطر" الذي يؤديه ممثلون صم وبكم وضعاف سمع ومتكلمين، تقول سارة: "الناس اللي بتمثل معنا صم وضعاف سمع بس يقدروا يضحكوك ويبكوك.. بيمثلوا بمشاعرهم"، حقق العرض نجاحًا كبيرًا ووصلت أخباره لرئاسة الجمهورية وحضره الرئيس بنفسه، وحاليًا يتم عرضه مرة أخرى على مسرح "أوبرا ملك" يوميًا في السابعة مساءً حتى الـ6 من ديسمبر المقبل.
سارة مهتمة أيضًا بالتوعية عن الصمم والبكم، لأن أبويها ولدا طبيعيان لكنهما فقدا السمع بعد الإصابة بالحمى الشوكية التي يتعرض لها الطفل فتفقده النطق أو السمع أو كليهما، وأنه ليس مرضَا يورث بدليل ولادتها هي وأشقائها طبيعيين، كما تشارك في أنشطة توعوية للصم للتعريف بالأمراض والوقاية منها، مثل ما قدمته لمريضات سرطان الثدي الصماوات. كما عملت بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس لإلقاء المحاضرات بلغة الإشارة، وفتحت منزلها لتعليم الطلاب الصم القراءة والكتابة، وشاركت في فاعليات متنوعة للتعريف بالصمم ولغة الإشارة، وأكثر ما يسعدها أن يراسلها متكلمين يودون تعلم لغة الإشارة.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا