”شادية أبو غزالة”.. أول شهيدة فى تاريخ المقاومة الفلسطينية
الأكثر مشاهدة
جنود من الرجال مرتدون زيًّا عسكري فى ساحة المعركة، وبمجرد أن يسقط منهم شهيد ويطل على الله بجرح ينزف ، يطلب الله من ملائكته فورًا إسعافه، وأخذه إلى "قلب الجنّة" ليتخذ منه مسكنًا جديد.. هكذا كانت تروي جدتي حكاية شهداء الحروب التى خاضتها مصر.
لكن ماذا لو كان الشهيد "امرأة فدائيّة" سقطت وهى تصنع قنبلة يدويّة لتنسف العدو الإسرائيلي.
هى "شادية أبو غزالة" أول امرأة فدائيّة فلسطينيّة، نذكُرها، ونذكّر بها بمناسبة مرور خمسون عامًا على تأسيس "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" والتى كانت "شادية" من أهم أعضائها.
ولدت أبو غزالة فى مدينة نابلس، وعاشت ما بين نكستين، فمولدها كان بعد عام من النكبة أى عام 1949، وتوفت بعد عام من نكسة 1967.
تلقّت تعليمها الابتدائي حتي الثانوي فى مدينة نابلس، ثم انتقلت بعد ذلك مع عائلتها إلى القاهرة وتلقّت تعليمها الجامعي بجامعة عين شمس، لتتخصص فى علم الإجتماع، ولكن لسنة واحدة فقط، بعد فشل أهلها فى إقناعها بالبقاء فى القاهرة لكنها أصرّت بشدّة على العودة للوطن وكانت تردد "ما فائدة الشهادة الجامعيّة إذا لم يكن هناك جدار أعلّقها عليه".. وبالفعل نفّذت رغبتها وعادت لموطنها المحتل.. لكن علي قدر إيمانها بالمقاومة، كانت تؤمن بأهمية التحصيل العلمي، لذا التحقت بجامعة نابلس لتكمل تعليمها الجامعي.
بدأت أولى محطاتها السياسيّة بعد التحاقها بحركة القوميين العرب الذى أسسها "جورج حبش" ، وأوّل عمليّة فدائيّة نفذتها كانت بالمشاركة فى نسف أوتوبيس إسرايلي تابع لشركة "إيجد".
عُرف عن شادية أنها امرأة هادئة، تعمل فى صمت وتُبهر الجميع بنتائج عملها، كما أنها كانت تحترم الآراء المختلفة وتنصت لها جيدًا، إلى جانب عشقها للوطن وإيمانها بقدسيّة الأرض، وحرمتها.
كانت صاحبة دور فى كل عمليّة عسكريّة نفذتها "الجبهة الشعبية" ، وكانت تعد القنابل فى بيتها، وفى يوم أثناء إعدادها لقنبلة بهدف تفجيرها فى بناء إسرائيلي بتل أبيب، انفجرت القنبلة بين يديها وسقطت شادية، لتكون أوّل فدائيّة فلسطينيّة تصعد روحها ويستقبلها ملائكة الله.
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا