”فريدا كاهلو” قصة إبداع ممزوجة بالألم
الأكثر مشاهدة
كل إنسان يستطيع السيطرة على الحزن ،إلا الحزين " قالها ويليام شيكسبير و هي خير مثال على قصة حياة الفنانة التشكيلية "فريدا كاهلو " التي نسجت من حزنها عدة لوحات.
ولدت "فريدا كاهلو" في المكسيك في السادس من يوليو عام 1907 لأب من أصل ألماني و أم من أصل مكسيكي .
في السادسة من عمرها أُصيبت بشلل الأطفال و أثر ذلك على ساقها اليمنى بتركه لإعوجاج واضح فيها مما أدى إلى تدهور حالتها النفسية و إرتدائها الدائم لجوارب صوفية ثقيلة مع الفساتين حتى تخفي ذلك العيب.
لم يكن القدر حليفًا ل "كاهلو " على الإطلاق حيث تعرضت لحادث أتوبيس في طريق عودتها للبيت عام 1925 و هي فقط في الثامنة عشر من عمرها ! مما إضطرها للبقاء نائمة على ظهرها لمدة عام كامل.
قامت والدتها طوال ذلك العام بخدمتها و مساعدتها فقامت بوضع " مرآة كبيرة" في حجرتها و قامت بوضعها على سرير متحرك.
كانت تلك الحادثة رغم بشاعتها بمثابة النبراس في طريق "فريدا" الفني ، حيث طلبت من والدتها ريشة و ألوان و أوراق للرسم على الرغم من عدم دراستها للرسم أو حتى حاولت الرسم من قبل.
ترتب على تلك الحادثة قيام "فريدا" بأكثر من 35 عملية جراحية منذ ذلك الحادث حتى وفاتها.
لم تتلقى "كاهلو" أي دراسة أكاديمية، ولكنها تعلمت من بعض الأساتذة المتخصصين في الرسم و كان من أبرزهم الرسام المشهور حينذاك " دييجو ريفيرا".
أحبت "فريدا" "دييجو" و تزوجا رغم الفارق العمري الكبير بينهما ( حوالي عشرين عامًا) عام 1929واستمر الزواج بينهما لمدة 10 أعوام، وإنفصلا بعدما خانها "دييجو" مع أختها الصغرى "كريستينا" .
جسدت "كاهلو" خيانة "فييرا" لها في لوحة بعنوان" بورتريه فريدا بالشعر القصير" و ظهرت في الصورة حليقة الشعر في إشارة إلى بدء حياة جديدة بعد "دييجو" مرتدية بدلة رجالي يُقال أنها تخصه .
كانت لوحات فريدة تتسم بالبساطة و الوضوح و الواقعية و رغم ذلك تعرضت للعديد من الآراء السلبية من قبل النقاد و كان ردها عليهم :"لم أرسم أبدا أحلاما.. بل أرسم واقعي الحقيقي فقط".
رسمت "كاهلو" حوالي 143 لوحة منهم 55 لوحة عبارة عن بورتريهات شخصية لنفسها جسدت من خلالهم معاناتها مع المرض و الحب و الخيانة و إدمانها للشراب .
أصيبت "فريدا" في السنوات الأخيرة من حياتها بالالتهاب الرئوي و بالغرغرينا مما أدى إلى بتر ساقها اليمنى حتى الركبة.
توفيت"كاهلو" في الرابع عشر من يوليو عام 1954 بعد صراع مع المرض ، و قال دييجو في مذكراته الشخصية عن وفاتها إنه كان أسوأ يوم في حياته .
تم حرق جثتها و وضعها في قنينه بمنزلها الأزرق الذي عاشت فيه مع زوجها دييجو و بعد ذلك تم تحويل هذا المنزل لمتحف يضم مقتنياتها الشخصية و لوحاتها.
على الرغم من معاناتها مع المرض إلا أنها لم تستسلم له طيلة حياتها، وقبل وفاتها تركت رسالة مكتوب فيها "أتمنى أن يكون خروجي من الدنيا ممتعًا … وأأتمنى ألا أعود إليها ثانيةٍ" .
الكاتب
منى أبو السعود
الإثنين ١١ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا