”ماجدة مالك” أول مصرية تحلّق بطائرة فوق المحيط
الأكثر مشاهدة
لا يوجد عمل حكرًا على الرجال، فقط يوجد مجتمع منغلق على عاداته التي يأبى أن ينظر لها بعين الحداثة، أو يقارنها بمجتمعات متفتّحة لا تفرق بين رجل وامرأة.
ومجتمعاتنا العربية -رغم تحاملها على المرأة- إلا أنها أصبحت مؤخرًا تنصف المرأة في بعض المجالات التي تستحقها.
أما عن مجال الطيران، نجد نموذج نسائي مشرّف، هي "ماجدة مالك" أول امرأة يسمح لها بحمل 355 شخصًا على متن طائرة ضخمة، لتعبر بها المحيطات.
"ماجدة مالك" كمعظم الفتيات المصريّات غير مسموح لهن بتجربة الكثير من الأمور، حتى وإن كان أمرًا يتعلق بمستقبلهن المهني، وقفت أم ماجدة أمامها غالقة عليها باب البيت، وباب حلمها، لتمنعها من العبور والتقديم في اختبارات الطيران للالتحاق بمعهد الطيران، بعد أن درست إدارة الأعمال لترضي رغبة والديها ليس إلًا.
رغم كون والدها كابتن طيران، وطالما رأت فى بدلته حلمًا بارتداء مثيلتها، إلا أنه عارض هو الآخر التحاقها بهذا المجال، الذي وصفه "بمجال رجالي"، لكن إصرار ماجدة وتصميمها على تحقيق حلمها لم يجعل مجالًا لأن تعلو كلمة فوق كلمتها.
بالفعل وافق أهلها على التحاقها بالمعهد، وبعد اجتياز اختباراته أصبحت واحدة من دارسي الطيران في مصر، وتخرّجت في المعهد عام 2005، وكالعادة انتظرت دورها للعمل في شركة "مصر للطيران"، حتى أعلنت الشركة عن حاجتها لطيارين حديثي التخرج، وتقدّمت ماجدة للاختبارات التي تستغرق إجراءاتها عامًا كاملًا، وبعد عام من الانتظار والقلق، لم توفّق في الالتحاق بهذه الوظيفة.
كانت أولى محطات الإحباط في حياة ماجدة، لكنها سرعان ما تعافت من هذه الحالة، وتقدمت لوظيفة أخرى بشركة طيران خاصة بالاسكندرية بعد إعلانها عن حاجتها لطيارين، وهذه المرة كان حظها موفّق، فعملت على طائرة قريبة المدى.
بعد عامين من عملها فى تلك الشركة الخاصة، استطاعت الالتحاق بشركة مصر للطيران، لتقوم بالتحليق في السماء لمدة 6 ساعات، تخرج بالطائرة من مطار القاهرة إلى دول أوروبية.
بعد 9 أعوام من عملها على طائرة متوسطة المدى، غادرت بها مطار القاهرة بهدف الوصول إلى مدينة نيويورك الأمريكية، وأخيرًا استطاعت ماجدة أن تمسك بمقبض التحكم بطائرة بعيدة المدى، لتصبح بذلك أول امرأة مصرية تحلّق بطائرة عملاقة طراز Boeing 777 وتعبر بها المحيطات.
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا