”درية شفيق”..تاريخ من النضال النسائي والسياسي انتهى بالانتحار
الأكثر مشاهدة
اسم لامع في سماء حركة التحرير النسائية المصرية، جاهدت بكل ما تملك من قوة لحصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح في دستور مصر عام 1956، مرّ على ذكرى ميلادها 109 عاماً، بينما ما زالت محفورة في ذاكرة النضال النسوي والوطني "درية شفيق".
فمن هي درية شفيق؟
ولدت في إحدى محافظات الدلتا عام 1908، ودرست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا، ونتيجة لتفوقها أُرسلت ضمن أول فوج طالبات من قبل وزارة المعارف المصرية للدراسة في جامعة السوربون في باريس على نفقة الدولة، ونتيجة لنهمها العلمي حصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1940 من نفس الجامعة التي تخرجتا منها 1940.
لم تغب المرأة عن أطروحة الدكتوراة الخاصة بها، فكان موضوع رسالتها "المرأة في الإسلام" حيث أثبتت في رسالتها أن الإسلام حافظ على حقوق المرأة، وبدأ معاناتها مع التمييز القائم على أساس النوتع عندما عادت إلى القاهرة ورفض عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة تعيينها في الجامعة لكونها "امرأة".
شغلت منصب رئاسة مجلة المرأة الجديدة، ثم أصدرت مجلة بنت النيل - أول مجلة نسائية ناطقة بالعربية-،والتي سعت من خلالها لتعليم وتثقيف المرأة المصرية، واستكمالا لنضالها مع حقوق المرأة المصرية، دشنت حركة "اتحاد بنت النيل" في أواخر الأربعينيات.
ويوم من أيام فبراير 1951 كان يوم تاريخي في نضال بنت النيل، فقادت مظاهرة تتكون من 1500 امرأة، واقتحمت بها مقر مجلس النواب المصري ، للمطالبة بحقوق المرأة المصرية المهجورة أنذاك، وإثر ذلك، عرض على المجلس قانون ينص على منح المرأة المصرية حق الانتخاب والترشيح للبرلمان، وللحصول على الشرعية السياسية حولت حركة "اتحاد بنت النيل" إلى حزب سياسي فتم الأمر ليصير حزب اتحاد بنت النيل أول حزب نسائي سياسي في مصر.
لم يقف نضال خريجة جامعة السوربون على حد النضال النسوي بل امتد إلى النضال ضد الاحتلال، ففي عام1951 قامت باعداد فرقة شبه عسكرية من النساء المصريات للمقاومة ضد وحدات الجيش البريطاني في قناة السويس.
كما أنها أول فتاة مصرية مسلمة تشارك فى مسابقة ملكة جمال مصر وجاء اختيارها كوصيفة أولى، وقيل عنها "شابة مثقفة جدا تريد أن تثبت وجودها فى المجال النسائى، حصلت على البكالوريا فى سن السادسة عشرة وجاء ترتيبها الثانى من بين كل الناجحين".
لم تبعد الغرابة عن حياتها العائلي، فتم تداول خبر زواجها على الكاتب الصحفى المشهور بجريدة الأهرام، وتم عقد الزواج بسرية تامة ولم ينشر إلا في الأهرام، ولكن الزواج الذى أحدث ضجة كبرى لم يستمر بل حدث الطلاق قبل الزفاف.
وعقب هذه التجربة عادت درية إلى باريس مرة أخرى، وأثناء ذلك تقابلت درية مع ابن خالتها "نور الدين رجائي"، وهناك تم زواجهما رغم أن درية تكبره في السن بسبع سنوات كانت وقت الزواج عمرها 29 عاما.
اتخذت من العزلة والإضراب سلاح للمقاومة والحصول على الحقوق، فخلال فترة إعداد لجنة مشكلة من قبل حكومة الثورة لإعداد دستور مصري جديد وذلك عام 1954، احتجت درية شفيق لعدم وجود امرأة واحدة بين أعضاء اللجنة، وقامت برفقة نساء أخرىات بإضراب عن الطعام لمدة 10 أيام، وكانت النتيجة منح المرأة المصرية حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة في تاريخ مصر.
أهم أعمال درية شفيق
لها أكثر من 16 مؤلف أدبي، فأصدرت عدة دوريات أدبية منها مجلة المرأة الجديدة ومجلة بنت النيل، وخلال فترة عزلتها ترجمت درية شفيق القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما ألفت عدة دواوين شعرية وكتب إضافة إلى مذكراتها الخاصة.
وبعد عزلة وأقامة جبرية في منزلها لمدة 18 عاما غادرت الأيقونة الثورية درية شفيق عن عامنا في 20 سبتمبر عام 1975، أثر سقوطها من شرفة منزلها في حي الزمالك بمدينة القاهرة، وأشيع أنها انتحرت .
ترى هل انتحرت درية شفيق ام قُتلت؟!
اقرئي أيضًا..
الكاتب
سمر حسن
الأحد ١٧ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا