منال عبد الحميد .. صعيدية بدرجة كاتبة
الأكثر مشاهدة
"أنا عمري ما فكرت أنا ليه مش زي البنات، بس اللى أعرفه أني كنت سعيدة لدرجة أني كبرت وعندي حب أني مبقاش زى الآخرين في أى حاجه"، بينما يبحث الأطفال في سنها عن الحلوى ،كانت تبحث هي عن الكتب فتجد بها ملاذها الوحيد، حاولت ان تسير عكس التيار التقليدي المرسوم لفتيات الصعيد الذي ينتهي بالزواج، بل تمردت على عادات وتقاليد مجتمعها وصنعت لها اسما يحتذى به بنات جيلها.
منال عبد الحميد ، كاتبة مصرية صعيدية، ولدت عام 1981 بمحافظة سوهاج مركز البلينا، تخرجت في كلية الآداب قسم التاريخ ، عُينت كمدرسة في إحدى المدارس الحكومية بعد تخرجها ، وانطلاقا من إيمانها بأن " الكتابة ليست مهنة تدر ربحا وليست عملا يؤمن دخلا ماديا " لم تترك منال عملها كمدرسة .
نشات منال في ظل عائلة صعيدية يحكمها العادات والتقاليد القاسية تضع للفتاة حدودا لا يجب أن تتعداها ، يصعب عليها أن تمارس هوايتها أو تحلم بمنصب ، بل يجب أن تقتصر أحلامها على الزواج والأطفال فقط، ولكن لمنال رأى آخر حيث قاومت كل تلك الصعاب لترى كتاباتها النور .
"بدأت الكتابة من 20 سنة ، الكتب كانت بالنسبالى شغف زى الحلويات ويمكن أكثر"، اكتشفت أستاذة اللغة العربية موهبة منال حيث تميزت بكتابة موضوعات متفردة لا تشبه باقي زميلاتها، كانت الصغيرة تنتظر تلك الحصص لتمارس هوايتها المفضلة، ولا قت منال تشجيعا من مدرسيها ، شرعت في كتابة قصصاً أطول وأكثر حبكة في مرحلة الثانوية حتى وصلت مرحلة الجامعة وأنهت أول أعمالها الروائية "المروخ المنديسي".
كان يوسف إدريس المؤثر الأول والأكبر في حياتها، حيث كانت النظرة التشريحية للمجتمع الذي كان يتبناها محُفزها الأول ، تعلمت منه أن أصغر تفاصيل الحياة من الممكن أن نخرج منها بقصة كبيرة ورواية عظيمة.
"أنا أما فكرت أجيب كمبيوتر أكتب عليه أعمالى ، أهلى رفضوا وقالولى هاتيه لما تتجوزى على أساس أن حياة البنت في الصعيد بتبدأ بعد الزواج"، قابلت منال معوقات كثيرة كاستهانة أهلها بموهبتها و رفضهم ممارستها ثم منعها من الطرق السليمة لصقل موهبتها كحضور الندوات والفعاليات الثقافية ولكنها تحدتهم جميعا وتجاهلت كل تلك المعوقات بالعناد وتفوقت عليها وأثبتت للجميع أنها قادرة على أن تصبح كاتبة مميزة تتعدى أعمالها مجتمع الصعيد لتصل للعالمية.
كان شقيقها "هشام" المحفز الأول والأخير لها حيث ساعدها كثيرا في السفر إلى القاهرة لحضور معرض الكتاب وتوقيع أعمالها .
36 سنة من عمرها استطاعت من خلالها أن تنشر 12 رواية ،من أشهرها رواية الدفينة ، وستيغماتا ، وراوية السبي ورواية حميم .
وجهت منال رسالة لبنات الصعيد وهي " يجب التمسك بأحلامهن والقتال من أجل تحقيقها وتحدي كل الصعوبات بذكاء وقوة وعناد وإصرار" .
الكاتب
ايمان منير
الأحد ١٧ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا