”عصمت خفاجي” بطلة بورسعيدية علمت أهلها المقاومة
الأكثر مشاهدة
نون النسوة لها بصمة في كل شئ، حتى في المعارك الحربية، وبمناسبة ذكرى صمود المقاومة الشعبية أمام العدوان الثلاثي على مصر، سنحكي قصة بطلة وضعت يدها بيد الرجال مثل كثيرات من نساء مدينة بورسعيد الصامدة، عندما قاوموا العدو بـ -غطيان الحلل والزيت المغلي-.
"عصمت اسماعيل خفاجي" أول امرأة تهبط بالباراشوت، وتعلم الأهالي كيفية حمل السلاح، بدأت القصة عام 1953 عندما كانت فتاة ذات 13 عام فتطوعت في الهلال الأحمر لتتعلم الإسعافات الأولية، ومن ثم انضمت لأول كتيبة نسائية كونها الحرس الوطني وشاركت في أول أسبوع بجمع التبرعات لشراء الأسلحة وذلك بحمل صندوق التبرعات والتجول في المحافظة على المصالح الحكومية وحتى خارج نطاق بورسعيد.
كانت تتم عملية التدريب العسكري لكتيبة الفتيات في الاستاد على يد صول وصاغ، وكانوا يدربونهم على حمل السلاح ورمي الطلقات، وقامت "عصمت" بالهبوط بالباراشوت، لتستفيد من ذلك التدريب وتتصدى لأول هجمات العدوان الثلاثي على بورسعيد عام 1956، فكانت المرأة الأولى التي تقوم بتدريب أهل الحي على كيفية حمل السلاح وكذلك تضميد جروح المصابين، وفتحت بيتها لاستقبال القادمين من شارعي "عبادي"و "عباس" بعد أن احترقت منازلهم.
أما عن الطعام فقد ساهمت في صناعة الخبز بعد أن توقفت المخابز، فقاموا بعجن الدقيق بدون خميرة، وخبزوا على "وابور الجاز"، لينتجوا ما يسدوا به الرمق ليس أكثر، فكان الهدف الأهم التصدي للعدو.
حكت من قبل "عصمت خافي" في حوار لها عن موقف لن تنساه فقالت: "عندما كان فى منطقتنا جندى يدعى" جون" وكان يقتنص المارة و المطلين من الشرفات ويسير فى شارع التجارى لممارسة اجرامه فغلى الدم فى عروق شباب الحى و قرروا و أنا معهم التخلص منه و بالفعل خططنا لذلك و نجحنا فى قتله كما قتل الكثير من الابرياء الذين كنا نحمل جثثهم يوميا الى المدافن وبعد جلاء آخر جندى من جنود العدوان الثلاثى بدأت الحياة تعود مرة ثانية إلى مدينتي".
بعد نجاح المقاومة في طرد العدوان من مدينتهم، كانت "عصمت" أول المتطوعين لخدمة العائدين من التهجير ولم يكن لديهم مسكن، فكانت تساعدهم وزملائها ويستقبلوهم عن طريق محطة القطار ويقوموا بتسكينهم في معسكر الجولف.
هكذا هنّ النساء، بطلات بحكاياتهنّ في السلم والحرب.
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الإثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا