”فرجينيا وولف”..أثرت العالم بقلمها وغادرت منتحرة بمعطفها المثقل بالحجارة
الأكثر مشاهدة
روائية إنجليزية شكلت وجدان الكثير، تخطف القارئ بكلماتها، جسدت التيار الشعوري من خلال قلمها لإيقاظ الجانب الإنساني في الشخصية، منحت الكثير لذاكرة الأدب وتركته راحلة بنهاية مأساوية قررت أن تخوضها، وتثقل جيوبها بالحجارة لتهي حياتها بالموت غرقًا في نهر أوس القريب من منزلها.
جائت "فرجينيا وولف" إلى العالم في الخامس و العشرون من شهر يناير عام 1882 بلندن، لتمنحه بعدا إنسانيا بقلمها، خرجت من رحم أسرة مُشبعة بالأدب، فكان والدها ناقد وكاتب ومؤرخا، يرتاد منزلهم الأدباء والمفكرين من أمثال الفيلسوف والعالم برتراند راسل.
استهلت إنتجاها الأدبي بكتابة المقالات، وعلى صعيد الروايات كانت رواية "الليل والنهار-1919" أول نتاج أدبي لفرجينيا، ومن أكثر الروايات ذائعة الصيت رواية " السيدة دالواي-1925"، وحولت إلى فيلم سينمائي في عام 1997، وعلى الصعيد النقدي، من أشهر أعمالها كتاب "القارئ العادي" الذي أصدرت في عام (1925) و "موت الفراشة".
تم تحويل روايتان من روايتها إلى أفلام من أهمهم فيلم "الساعات"، الذي يركز على قصة ثلاث نساء من أجيال مختلفة وترتبط حياتهن برواية السيدة دالواي من كتابة فيرجينيا وولـف، وكانت كلاريسا فوجان تقطن بمدينة نيويورك وتحاول إعداد حفلة لصديقها القديم "لورا براوس" المصاب بالإيدز، وربة منزل حامل تعيش في كاليفورنيا وتعاني من زواج غير سعيد، وفيرجينيا وولف التي تعاني من الإكتئاب ومرض عقلي بينما تحاول كتابة روايتها، حقق الفيلم نجاح كبير فبلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالي 25 مليون دولار بينما حقق أرباحاً تقدر بـ 108,846,072 دولار.
كانت تعاني من الهوس الاكتئابي أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبTrastorno bipolar، الذي لم يكن له علاجًا أنذاك، وكان المرض له جذور عائلية، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل ساعدت على تملك المرض لها منها فكانت طفلة غير مرغوب فيها، إلى جانب انعدام التواصل داخل عائلتها وتعرضها للتحرش الجنسي وهي صغيرة من قبل أخيها الغير شقيق، واللجوء إلى الخيال طوال الوقت.
تزوجت من المنظر السياسي والكاتب الاقتصادي "ليونارد وولف" 1912، ويوم 28 مارس 1941 تركت إلى زوجها رسالة انتحارها: "أشعر بأنني سأصاب بالجنون مرة أخرى، وأعتقد بأنه لا يمكننا أن نمر بفترة من تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، لقد بدأت أسمع أصواتاً ولا أستطيع التركيز، وعليه فها أنا أفعل ما أعتقد بأنه أفضل ما يمكنني القيام به، لست قادرة على المقاومة بعد الآن، وأدرك بأنني قد أُفسد حياتك وبأنك ستحظى بحياة أفضل من دوني، أنا متأكدة من ذلك".
بعد الانتهاء من روايتها "بين الأعمال" والتي نشرت بعد وفاتها, أصيبت فيرجينيا بحالة اكتئاب مشابهة لإصباتها السابقة وزادت حالتها سوءا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وتدمير منزلها في لندن، مما أدى إلى عجزتها وتوقفها عن الكتابة، وفي 28 مارس 1941 ارتدت فيرجينيا معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها في نهر أوس القريب من منزلها، ووجد جسد وولف في 18 أبريل 1941 ودفن زوجها رفاتها تحت علم في حديقة مونكس هاوس في رودميل ساسيكس.
الكاتب
سمر حسن
الثلاثاء ٠٢ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا