”منال”..بائعة الحمص والبهجة
الأكثر مشاهدة
تصوير: نورهان محسن
وسط زحمة المولد تقتطع لها جزء من طريق المارة، تضع عليه "فرشتها" التي تنبعث منها البهجة من فرط جمال ما تحتويه، من حمص وحلاوة بأنواعها الحمراء والبيضاء، وبيد تعبث في الحمص وتزنه، واليد الأخرى تمسك النقود من مشتريه، تجلس "منال" خلف مسجد الحسين.
تترك منال صاحبة الـ42 عامًا مدينة طنطا مكان سكنها، قبل الليلة الكبيرة لمولد الأمام الحسين بعشرة أيام، لتستقر خلف فرشها الذي يجمع كل ما لذ وطاب من منتجات مدينتها الشهيرة بالحمص وأنواع الحلوى المختلفة، ورثت مهنة بيع الحلوى أبًا عن جد "أنا باجي بفرشي دا من 20 سنة".
بنبرات صوت يمزقها الإرهاق، تحدثت السيدة الأربعينية عن رحلتها السنوية لمولد الحسين، من أجل جني الرزق "بيع الحلاوة هي اللي فاتحة بيتي"، تعتمد على ما تجنيه من ربح لتربية بناتها الثلاثة "أنا جوزت اتنين من بيع الحلاوة في الولد وهجوز التالتة برده منها".
تشير بيدها على الفرش المجاور لها "كل دول عايلتي كلنا بنشتغل في الشغلانة ديه"، فتحت منال عيناها على الدنيا وجدت والدها وأعمامها يمتهون هذه المهنة، فلم تجد مفر سوى السير على نفس الدرب من أكل توفير لقمة العيش. يظهر على وجهها آثار الإرهاق، نتيجة جلوسها خلف بضاعتها أكثر من 18 ساعة بشكل يومي، وتسرق سويعات من اليوم لتغفل في مكانها.
لموالد كلها جميلة" بنظرة ابتسامة متجهة نحو الباب الخلفي لمسجد الحسين، سردت الموالد المختلفة الذي تتردد عليها طوال العام مثل مولد السيدة نفسية، والمولد الأهم بالنسبة إليها مولد السيد البدوي، وفيما يتعلق بموالد الصعيد، أجابت بالنفي لعدم قدرتها وضعف حالتها الصحية التي تمنعها من الذهاب مسافات طويلة.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ١٥ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا