”إيفا بيرون”.. سيدة الأرجنتين الأولى ومعشوقة الفقراء
الأكثر مشاهدة
إيفا بيرون ممثلة ومغنية وسيدة الأرجنتين الأولى ومعشوقة الفقراء، والزوجة المخلصة للرئيس الأرجنتيني "خوان بيرون" والزعيمة الروحية للأمة، أجمع على حبها الشعب بكل طبقاته فاستحقت ما آلت إليه فى النهاية.
قال بيل جيتس "أن تولد فقيرا ليس عيبا .. ولكن أن تموت فقيرا فهذا خطؤك"، ولدت إيفا في السابع من مايو 1922 في قرية صغيرة تسمى "الاتحاد"، نتيجة لعلاقة خارج إطار الزواج لأب يدعى " خُوان دوارتى" وأم تدعى " خوانا ايبارجورين"، ولكن والدها متزوج من السيدة " أديلا دوارتي" عام 1919.
وجدت إيفا نفسها فى عائلة مكونة من أربعة عشر شخصا، كان أبيها يقسم دخل المزرعة على العائلتين، ولكن بعد حادثة ماريا (والتي قامت فيها الحكومة الأرجنتينية بسحب كل الأراضى من الأثرياء)، وفي إثر ذلك أصبح "خوان دوارتي" في الشارع مع زوجتيه وأطفاله.
توفى والدها في عام 1926 في حادث دراجة نارية، ذهبت إيفا وعائلتها إلى مراسم الدفن ولكن عائلة خوانا الأخرى لم تسمح لهم بالدخول، وحرمت إيفا من رؤية أبيها للمرة الأخيرة.
انتقلت إيفا مع عائلتها إلى بلد جديد وعملت والدتها كخياطة، لتعول أبناءها الصغار ولكن بسبب ظروف عائلتها الاقتصادية والاجتماعية اضطرت إلى إعادة الصف الثاني الإبتدائي.
عرفت إيفا منذ صغرها بحبها للرقص والغناء، فكانت دائما ترقص وتغنى أمام أخواتها حتى أطلقوا عليها لقب" تشولا"، ولم تكتفي بذلك بل كانت تهرب من مدرستها من أجل الرقص.
انتقلت إيفا إلى "خونين" عام 1930، وزاد شغفها بالغناء والموسيقى وظهر ذلك في مدرستها، حيث كانت تشارك فى كل الأعمال الطلابية سواء كبيرة أو صغيرة وأيضا شاركت في عمل طلابي يسمى "الطلبة المتفوقين".
ولكن هذة العروض الصغيرة لم تعجب الفتاة وقررت أن تنتقل بشكل نهائي إلى "بُوينوس آيرس"، معارضة كل من والدتها وأخواتها، ولكن شغفها و طموحها بأن تصبح نجمة سينمائية كان أكبر من مجرد معارضات صغيرة في نظرها.
استطاعت "إيفا" الصغيرة أن تحصل على عمل في إذاعة ما، مما جعل والدتها تشجعها بعد معارضتها، كانت إيفا تبلغ من العمر خمسة عشر عاما في ذلك الوقت.
بمحض صدفة وجدت إيفا عملا في فرقة صغيرة، استطاعت أن تلف حول العالم أجمع معها، انتقلت إيفا إلى حى راقي بعدها، وأرسلت لأمها وأخواتها مبلغ من كل الأموال التي تربحها .
وفي عام 1944، ضرب زلزال كبير غرب الأرجنتين، أدى إلى سقوط العديد من الضحايا، على الأقل 6آلاف ، وقدم الجميع مساعدات للضحايا ولأهلهم، وطلب العقيد "خوان بيرون" وزير الحرب المساعدة من أصحاب الشهرة سواء مغنيين أو ممثلين أو رياضيين أن يستغلوا حب الناس لهم، ويدعموا قضيته وكان من ضمن هؤلاء "إيفا بيرون ".
التقى إيفا وخوان عدة مرات، لم يتفرقا بعدها، أعجبا ببعضهما، وتزوجا عام 1945.
رشح خوان نفسه لرئاسة الأرجنتين فى عام 1946، ولأن وراء كل رجل عظيم امرأة، وقفت زوجته بجانبه وتخلت عن عملها في الإذاعة من أجله، ونجح "خوان بيرون" في الانتخابات وأًصبح رئيسا شرعيا للبلاد.
وأصبحت "إيفا بيرن " سيدة الأرجنتين الأولى، ساندت إيفا زوجها في كثير من الأعمال وفتحت مكتبها لكل الفقراء فأصبحت معشوقة الفقراء.
عالجت إيفا كل أوضاع المرأة السيئة قبل فترة زوجها، ونادت بتحرر المرأة وأحقيتها في التصويت، وارتفعت أيضا آنذاك نسبة المرأة العاملة.
أسست إيفا مؤسسة رسمية للفقراء وأسمتها "مؤسسة إيفيتا بيرون"، وأيضا مؤسسة أخرى للنساء أسمتها "الحزب البيبروني النسائي".
توفت إيفا عام 1952 في إثر إصابتها بسرطان الرحم، ومن شدة حب زوجها لها، قام بحفظ جثتها لتخليد قصتها.
بعض نقاد زوجها نشروا في الصحف أنها ابنة غير شرعية وأنها تقوم بالحكم من وراء زوجها، وأنها حولت ديمقراطية الأرجنتين إلى ديكتاتورية ، رغم ذلك تظل "إيفا بيرون" أسطورة تخلد، بسبب أعمالها الخيرية قبل السياسية، وفي النهاية وصلت إلى ما تمنت وإلى ما عافرت من أجله.
الكاتب
ايمان منير
الأربعاء ١٧ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا