مريدات الإمام الحسين..الحب تذكرة دخولهم
الأكثر مشاهدة
تصوير: نورهان محسن
تكدس بشري يضم أُناس مختلطة اللهجات، داخل نفق الأزهر المؤدي إلى "مسجد الحسين"، جمعهم حب آل البيت، يتسابقون للالتحاق بنسمات التبرك الروحانية المنتشرة في أرجاء المكان، أتى أبناء الطرق الصوفية من كل صوب وحدب، للاحتفال بذكرى مولد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.
تشديد أمني مكثف على جميع المداخل المؤدية للمسجد، افتراش المئات على الأرصفة المقابلة للمقام، يتوسط ذلك "راسمات الحنة" السودانيات اللاتي يقف أمامهن طابور نسائي من مختلف الأعمار، بجانبهن الأطفال يلهون في ساحة الحسين، مرتدين "الطرابيش الملونة"، ويتصدر المشهد كبار السن، الذين لا تظهر جلبابهم من كثرة "السبح" الموضوعة في عنقهم، كتقليد واجب لدى الطرق الصوفية.
مديح يملأ جنبات المقام، فيشدو الشيخ "يس التهامي" بقصيدة "أكاد من فرط الجمال أذوبُ"، وحلقات ذكر لا تتوقف، مصحوبة بدعاء المستنجدين، الذي يهز أرجاء المكان، الذي يسيطر عليه أتباع الطرق الصوفية، سرادق مقام أمام الباب الأخضر لمقام "الحسين"، محاط بخيام سيطر عليها بالحضور مريدو الطريقة الشاذلية والرفاعية.
تجلس في إحدى الزوايا الثمانينية "عربية محمد حسين" ولا يظهر سوى ملامح وجهها من العباءة السوداء الفضفاضة، تتحدث عن تعلق قلبها بآل البيت، الذين تأتي إليهم من أقصى جنوب مصر منذ 30 عامًا.يتسارع أبناء الطرق بتقديم الخدمة لآل البيت، المتنوعة بين طهي الطعام، وتوزيعه على جميع المارة. في إحدى الخيام التابعة للطريقة الرفاعية، الفضفاضة، .
عادت السيدة المرسومة ملامح وجهها بتجاعيد الزمن إلى الوراء 60 عامًا، متحدثة عن بداية دخولها إلى العالم الصوفي، وإتباعها للطريقة الرفاعية المنسوبة إلى "الشيخ الكبير" أحمد بن علي الرفاعي "الطريق طويل أوي زي التعليم وبتبدأيه من أولى ابتدائي لغاية ما توصلي للجامعة"، إشارة إلى المراحل التي مرت بها خلال رحلتها للالتحاق بالطريقة الرفاعية وتنفيذها لمجموعة من الأحكام الصارمة حتى ظهرت لها الرؤية من آل البيت –حسب قولها-.
والنصف الآخر من الخيمة مكان مخصص لـ "خدمة مريدين آل البيت"، التي تعد من المعالم الرئيسية لمولد الحسين، فيتسارع الكبار والصغار على توزيع "النفحات"، وعقب كل صلاة تقيم كل طريقة الحضرة الخاصة بها، داخل السرادق المقسم إلى نصفين جزء للرجال والآخر للسيدات.
من على بعد 670 كم من العاصمة المصرية، أتت مريدة الطريقة الشاذلية "أم عمار" من محافظة الأقصر لزيارة مقام الحسين، وبابتسامة رضا لا تفارق وجهها، استهلت حديثها بجملة الحب والابتلاء تذكرة دخولها إلى الطريقة الشاذلية، التي تعد أكبر الطرق الصوفية المعروفة في مصر، والمنسوبة إلى الشيخ حسن الشاذلي.
"الوصول لا في يوم ولا في سنة، الوصول عن طريق القلب، القلب نضيف عديتي"، استكملت حديثها حول المسلك الذي تعتمده في تحقيق الأهداف الصوفية، التي من أهمها الوصول إلى المعرفة الحق بفناء ذاتية نفسها مع الله عز وجل "سؤال إجابته سؤال.. مهما توصلي مش هتوصلي".
تترك كل مسئولياتها خلف ظهرها، وتذهب كل عام لإحياء مولد شيخ الطريقة التي تسلكها "أبو الحسن الشاذلى" بوادي حميثرة، غرب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر.
يواصلون ليلهم بنهارهم، بين الصلاة وحلقات الذكر، لم يغفل لهم جفن، تتوزع خطاهم بين الخيام، وزيارة مقام الحسين.
الكاتب
سمر حسن
الأربعاء ١٧ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا