”إميليا إيرهارت” امرأة ثبّتت أقدام النساء في الطيران
الأكثر مشاهدة
أول امرأة تطير بمفردها فوق المحيط الأطلسي.. ناشطة في مجال حقوق المرأة وكاتبة، هي رائدة في "الطيران الأمريكي "إيمليا إيرهارت".
بدأت الحكاية منذ الطفولة عندما اكتشفت روح المغامرة في نفسها، فكانت تستطلع الغابات والمناطق المجاورة لبيتها، وتقضي ساعات وهي تتسلّق الأشجار وتصطاد الفئران، ولم تستهوها قط ألعاب الفتيات. عام 1904، وكان عمرها في هذا الوقت 7 سنوات، صنعت سلم طيران يدويًا بمساعدة عمها بعد أن لفتت نظرها المزلجة الحلزونية أثناء رحلتها إلى "سانت لويس" فاحتفظت بها في خزانة منزلها واستخدمتها في صناعة السلّم.
محاولاتها للطيران بدأت منذ الصغر، فأول محاولة لها خرجت منها بكدمات في شفتيها، عندما قفزت بصندوق خشبي كان يستخدم في التزلّج، ورغم الجروح التي خرجت بها من التجربة، كانت تضحك قائلة: "هذا يشبه الطيران!".
عام 1908 كانت المرة الأولى التي شاهدت فيها طائرة وذلك كان في "ديس موينس"، عندما انتقل والدها للعمل هناك، وشجعها والدها وقتها للقيام برحلة على متن الطائرة، لكنها وفي وقت لاحق وصفت الطائرة ذات الجناحين بأنها "شئ غير ممتع من الأسلاك والأخشاب".
الخطوة الفاصلة
ثاني تجربة لها في الطيران غيرت حياتها عندما كانت في عرض جوي مع والدها وقابلت "فرانك هوكس"، الذي اشتهر لاحقًا في سباقات الطائرات، فعرض عليها ركوب الطائرة لترتفع مسافة 300 قدم عن الأرض، وحينها أدركت أن عليها أن تتعلم الطيران.
عملت في وظائف متعددة، فكانت مصورة، وسائقة شاحنة، وكاتبة اختزال في شركة الهاتف المحلية كي توفر 1000 دولار تنفقهم على دروس الطيران، ولكي تستكمل تلك الدروس كان عليها مواصلة العمل طوال اليوم.
في أول تدريب لها ذهبت بسترة جلدية ولكي تظهر كفتاة غير مكترثة بمظهرها تعمدت النوم بتلك السترة ثلاث ليال، كما قصت شعرها لتشبه أقرانها من الرجال. بعد ستة أشهر اشترت "إيمليا" طائرة مستعملة وفي يوم 22 أكتوبر من عام 1922 حلقت بها لأول مرة لمسافة 14000 قدم بمفردها لتحقق رقمًا قياسيا جديدا للطيارين من الإناث.
في 15 مايو عام 1923، أصبحت إيمليا المرأة رقم 16 التي تستخرج رخصة قيادة طائرة من الاتحاد الدولي للطيران.
بعد "تشارلز لندبرج" أول من عبر المحيط الأطلسي بمفرده، أرادت أن تصبح أول امرأة تقود طائرة وتعبر بها المحيط الأطلسي، وبالفعل أقدمت على مغامرتها التي تم الترويج لها وقتها، فكتبت عنها الصحف ولقبوها بالسيدة "ليندي" و"ملكة الطيران"، وفور عودتها إلى الولايات المتحدة ألقت محاضرة لخصت تجربتها ورحلتها نحو احتراف الطيران، كما قامت بنشر كتاب من تأليفها.
حققت "إيمليا" عديد من الأرقام القياسية، إلى جانب دورها الأساسي في إنشاء منظمة الطيران النسائية "التاسعة والتسعون"، كما أنها انضمت إلى أعضاء هيئة تدريس قسم الطيران بجامعة "بوردو" الشهيرة عالميًا، لتقديم عصارة خبرتها ونصائحها للنساء في مجالات العمل وإلهامهن نظرًا لحبها للطيران.
أثناء جولتها للتحليق حول الكرة الأرضية عام 1937 بتمويل من جامعة "بوردو"، اختفت إيمليا فوق المحيط الهادئ بالقرب من جزيرة "هاولاند" كان آخر اتصال معها في تمام الساعة 4:43 صباحًا، وقالت فيه: "نحن نحلق شمالًا وجنوبًا".
على الرغم من خروج سفينة "إيتاسكا"، التي كانت تتواصل معها طوال الرحلة، لتنقذها واستغرقت أسابيع في البحث عنها، لم يتم العثور على شئ، وظلت حادثة وفاتها غامضة حتى الآن.
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا