”الشلاتين” و”النور والأمل” و”الاثار”.. ملامح وقصص من آخر أيام ”المعرض”
الأكثر مشاهدة
تصوير: نورهان محسن
في آخر أيام معرض الكتاب بدورته الـ 49، الذي أغلق أبوابه يوم السبت الماضي 10 فبراير، كان لـ "احكي" جولة داخل أبرز ما يميزه، بعيدا عن الكتب وحركة الشراء والبيع، كان هناك الأطفال وأمهاتهم، وسيدات استطعن أن يمثلن أنفسهن ويقدمن أعمالا تحكي عن المناطق التي أتوا منها.
"الفراعنة" كانوا هنا
في ركن الأنشطة المتعلقة بالطفل، داخل الخيمة المخصصة للأطفال، يجلس أولاد وبنات أعمارهن متباينة ما بين الست سنوات وحتى الـ 11 عاما، يقومون بالتلوين والرسم، إلى جانب التعلم والمعرفة.
الجانب ينتمي إلى أنشطة وزارة الأثار بالمعرض، التي تشترك في معرض الكتاب بهدف نشر ثقافة تاريخية أكبر عن مصر، خاصة، لدى الأطفال، فأوضحت رباب محمود، إدارة التنمية الثقافية والتواصل المجتمعي بوزارة الآثار، قيام قطاع الآثار بتنظيم مجموعة من المحاضرات والورش الفنية حول التراث للأطفال.
يتعلم الأطفال من خلال الآنشطة كتابة أسمائهم باللغة الهيروغليفية، إلى جاني توضيح معلومة عن كل ملك او ملكة فرعونية، "المعرض مبقاش ممل والاطفال مبسوطين" أوضحت رباب أن إقبال الأطفال على الورش بسبب تنوعها وتبسيطها للمعلومات.
يبدأ الأطفال في التعرف على كل أثر أو تاريخ القصور الأثرية من خلال لوحات وصور لها منتشرة على جوانب الخيمة، مع وجود العاملين بوزارة الآثار لمساعدتهم وإمدادهم بالمعلومات، كل حسب عمره وقدراته، موفرين لهم الأدوات وكراسي مصممة خصيصا لتتخذ الشكل الفرعوني، إلى جانب الصديرية و"الباروكة" الفرعونية والحذاء وزي الفراعنة، ليسعد كل طفل بالتقاط صورة له معهم.
زينب تسوق منتجات سيدات "الشلاتين"
طوال أيام المعرض، التي امتدت لت 15 يوما، كانت زينب الجمعة، التي تشارك في معرض الكتاب للمرة الأولى، تجلس قرب الخيمة التي تشير إلى المنطقة التي أتت منها "حلايب والشلاتين"، متحملة تقلبات الطقس من شتاء بارد إلى ارتفاع في درجات الحرارة بما يشبه أيام الصيف.
"بطمن لما أبيع لهم كويس" تركت زينب زوجها وأولادها لمسافة تقدر بأكثر من ألف كيلومتر، حتى تسوق منتجات سيدات "الشلاتين"، فالمشغولات اليدوية تعتبر مصدر رزقهن الأول، معتمدات على الطبيعة التي نشأن بها في صنع الإكسسوارات والاستخدامات المنزلية البسيطة، مثل أدوات التخزين والفواحة العطرية، معتمدات على السعف وجلد الماعز والخراف وقرع الجبل والخرزز
تروج زينب، من خلال مشاركتها بالمعرض، لأعمال أكثر من 100 سيدة، في مساهمة منها يقدر زوجها، الذي يسمح لها بالسفر لأكثر من معرض، أهميتها لسيدات "حلايب والشلاتين" من أرامل ومطلقات ومشاركات في مصروفات بيوتهن مع أزواجهن "هو عارف أنهم بيحتاجو وجودي في المعارض".
فرغم مساعدة وزارة الثقافة لهن في التواجد بمعرض الكتاب، تطمح زينب إلى وجود دعم مادي أكبر "الوضع هناك صعب، وبتمنى الجمعيات يكون لها دعم عشان منتجاتنا توصل لأحسن مستوى، وتراثنا يشتهر"، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهن للتواجد في كل معرضن وتوفير مردود مادي مناسب للسيدات العاملات في المشغولات اليدوية.
"هناء" كفيفة تُشكل "البامبو"
على مدخل إحدى الخيم بالمعرض، تجلس هناء عبد الله، 38 عاما، تصنع باجتهاد ودأب أحد المنتجات التي تعودت على صنعها باستخدام خشب البامبو، وعلى بُعد مترين منها، تعكف زميلتها على إنهاء السجادة التي تصنعها.
لا يخطر لبال الرآي لهن للمرة الأولى أنهن "مكفوفات"، فقدن البصر لكن لم يفقدن معه التحدي والقدرة على الاستمرار وحب الحياة، متحديات ظروف خاصة واجتماعية، غير عابئات بنظرات سطحية لا تمنحهن حقهن وتقدرهن بما يكفي.
منذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها، التحقت هناء بجمعية النور والأمل، وتعلمت فيها التريكو وصنع السجاد اليدوي والبامبو، ولكنها فضلت صناعة الأثاث والأدوات المنزلية من البامبو "لقيت نفسي فيه، والبامبو كل مرة بيكون في تجدد ولمسات فنية"، وتشترك في معرض الكتاب بأعملها هي وأكثر من 50 فتاة وسيدة أخرى.
تتمنى هناء أن تعمل في مجالات مختلفة، بعيدا عن نشاطها في الجمعية، خاصة بعد أن أتقنت مهارات التواصل والتعامل مع الكمبيوتر والإنترنت، وبرامج الأوفيس، وترفض العمل وفقا لنسبة الخمسة في المائة "مش عاوزة فلوس وخلاص، عاوزة شغلانة أثبت فيها نفسي، وأقدم حاجة وإنتاج للمجتمع".
ترفض هناء أن يعتبر الآخرون فقدانها للبصر إعاقة "إحنا عندنا عزيمة وتحدي، وأتمنى كل كفيف ميستسلمش، ويتعلم ويعلم غيره".
تشارك جمعية النور والأمل للمكفوفات لأول مرة بمعرض الكتاب، كما أوضحت دعاء فاروق، إحدى المسئولات بالجمعية، بهدف تعريف الوافدين بقدرات السيدات الكفيفات على إنتاج مشغولات يدوية بأنفسهن، وإلى جانب الإشارة لنشاطات الجمعية.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١١ فبراير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا