نفحات مولد السيدة سكينة تكسو ”شارع الأشراف”
الأكثر مشاهدة
تصوير: نورهان محسن
يضم شارع الأشراف بحي الخليفة الذي كان يسمى في الماضي بدرب السباع، مقامات آل البيت، يقصده المريدون طوال العالم، لتمنى أمنية بعيدة المنال، أو الدعاء لمريض، أو للوفاء بنذر، أو للوصال مع أولياء الله الصالحين.
يختلف شارع مجمع الأولياء وقت الموالد، ففي الليلة الختامية لمولد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين، وحفيدة الرسول (ص)، سيطر على المشهد النفحات الروحانية، ممزوجة بإنشاد الشيخ يس التهامي لمجالس المحبين، ووسط ذلك تجلس امرأة في الثلاثين من عمرها تدعى أم محمد، منهمكة في غسل الأطباق، لم تنظر إلى أعلى تتحدث بسرعة شديدة لتلاحق على الأعداد التي تخدمها في الخيمة التي تجلس على بابها.
تحدثت السيدة التي لم يظهر من جلبابها الأزرق سوى يداها القائمة بأكثر من مهمة في آن واحد " أنا لازم أجي هنا كل سنة أخدم وأحط الأكل للناس"، تجلس أكثر من نصف اليوم خلف أواني كبيرة تخدم من خلالها البسطاء، وفي إشارة إلى السرادق الذي يقع جانبها "الناس دول برده بييجوا كل سنة وبيخدموا وبيأكلوا الناس".
خيام على جانبي الشارع، حلقات ذكر متصلة، وباعة جائلين يستقبلون الصغار بألعاب تتناسب مع أعمارهم، والملاهي الشعبية تحتل جزء كبير من الشارع، تجلس سيدة خمسينية خلف أحد الملاهي تستقبل الأطفال، وترافقهم للحفاظ على سلامتهم "أنا باجي أقعد هنا ببيع الحاجات ديه لابن جوزي، وبخلي العيال يلعبوا ويفرحوا".
ويقع في بداية الشارع مسجد السيدة نفيسة التي بنى أول ضريح لها من قبل عبيد الله بن الحكم والي مصر في عهد الدولة الأموية، تزدحم الساحة الأمامية للمسجد بالقاصدين لزيارة ضريح نفيسة العلم، ابنة الحسن الأنور بن زيد ابن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب.
يحاط الاتجاه الجنوبي للمسجد الباعة، وتجلس طفلة ذات الـ12 عام تقضي جل يومها مفترشة خلف لعب الأطفال المتنوعة "انا بقعد هنا من 7 الصبح للعشا"، لجلب رزقها للمساهمة في معيشة المنزل المتكون من والدتها وشقيقها "أبويا مشي وسبنا"، عادت الطفلة إلى سنواتها الأولى فكانت تصطحبها الوالدة وهي رضيعة، فأصبح "الفرش" الصديق الأقرب إليها.
تتحدث الفتاة بلغة الكبار "أنا شغلتي في المولد أني أبيع دا الموسم بتاعنا"، لم تترك الفتاة الدراسة بل توازن بين مساعدة والدتها ودراستها "أنا معنديش أحلام حلمي أني أساعد أمي وأريحها".
مع غروب الشمس بدأت الأعداد في تزايد، والأصوات تتعالي بالدعاء، والأفواج تتزاحم أمام مسجد السيدة سكينة نظرا لكون الأربعاء الماضي الليلة الختامية للسيدة التى لها نصيب من اسمها.
الكاتب
سمر حسن
الأحد ١٨ فبراير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا