”كاريمان” .. تبحث عن شغفها بين جدران المعابد
الأكثر مشاهدة
كانت تتجول بين جدران المعابد، بدلا من أن تلعب مع الأطفال في سنها، تتشبع بقصص أجدادها وتسمع حكايتهم التاريخية من والدها، وترسم على جدرانهم.
نشأت كاريمان على حب التاريخ وساعدها والدها الذي يعمل كمُرشد سياحي، حيث كان يصطحبها في كل جولاته، عرفت كاريمان معنى التمرد منذ نعومة أظافرها، فسارت عكس التيار التقليدي المرسوم لبنات الصعيد، وتمردت على عادات وتقاليد بلدتها، واستطاعت الخروج خارج مُحافظتها لدراسة التاريخ.
كاريمان حسين، 26 عاما، ولدت بمحافظة الأقصر، تخرجت في كلية السياحة والفنادق قسم التنمية السياحية جامعة السويس.
"كانوا رافضين إني أخرج بره الأقصر في مرحلة الجامعة"، لم تبالِ بآراء الأهل التي تمنع الفتاة من ممارسة أقل حقوقها وهي الدراسة، فعلى الرغم من تميزها في مرحلة الثانوية العامة وحصولها على معدل يؤهلها لكلية الصيدلة، أصرت كاريمان على دخول كلية السياحة.
عند بلوغها العشرين عامًا، حصلت كاريمان على منحة في الصين، فوجدت الدعم الأكبر من والدها، فقدم لها دعمًا معنويا وأيضا ساعدها بمعلوماته عن الآثار.
"اتجوزي وأنتي في الكلية، البنت ملهاش غير بيت جوزها" تسلحت كاريمان بقدر من اللامبالاة تجاه تعليقات أقاربها التي تلمح بالزواج وضعت نصب أعينها هدف واحد، وهو الحصول على درجة الماجيستير في مجالها.
وبالفعل حصلت كاريمان على درجة الماجستير في "تنمية قناة السويس"، كأول رسالة في مصر تناقش هذه القضية.
تساعد كاريمان البعثات الفرنسية التي تأتي إلى الأقصر بحثا عن أثار جديدة، بالتركيز على هذه المناطق والكتابة عنها لتروج لسياحة بلدها.
"أنا بحب السفر قوي" جابت كاريمان أرجاء العالم شغفًا بالآثار، فوصلت لـ الجزائر والسودان واليابان والأردن، في محاولة منها للترويج للسياحة المصرية.
"أنا نفسي أبقى وزيرة السياحة" تعلم كاريمان أن الوصول لهدف معين يتطلب الصبر والتمسك بالشغف والحلم، فتخطو خطواتها الأولى لتصل لحلمها الأكبر .
الكاتب
ايمان منير
الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا