أم بيومي ... تلال من القمامة وختان للفتيات
الأكثر مشاهدة
اعتادوا العيش وسط أكوامٍ من القمامة، وتجارة الختان، حتى لا تكاد تُميز أيهما صاحب الأرض، القمامة أم البشر؟ لم تعد الرائحة تزعجهم، ولم يعد المنظر يؤذي أعينهم.. فمنطقة "أم بيومي"، الواقعة بحي غرب شبرا الخيمة، يتعايش فيها المواطنون مع القمامة وتجارة أم بيومي لختان الفتيات باعتبارها جزء أصيل من بيئتهم.
كانت المنطقة سابقًا مجرد "رشّاح"، حتى قررت معلِمة تُدعى "أم بيومي" أن تتخذ منه مسكنًا لها، وكانت أولى قرارتها تحويله إلى منطقة سكنية، وبدأت بالفعل في إتخاذ الإجراءات الحكومية اللازمة، فيما اقتصر عمل الحكومة على ردم الرشاح فقط، دون تأهيل المنطقة لتصبح ملائمة للحياة. ويُكمل أهالي "أم بيومي" تاريخ المنطقة، بأن "المعلِمة" توقفت عن تأهيل المنطقة، حين علمت بخيانة زوجها، فقتلته وانتحرت، لتبقى المنطقة على حالها بين أكوام القمامة.
خلال الفترة الأخيرة، تدهور الحال بمنطقة أم بيومي، ووصل الأمر إلى حد استحالة الحياة بها، فأصبحت أم بيومي المنطقة الأشهر في ختان الإناث ، إذا رغبتِ فقط في ختان إحدى بناتك فعليكِ بمنزل ام بيومي لتقوم لكِ بالواجب وزيادة هكذا عبرت زينات عن مأساة منطقة ام بيومي.
كما تقدّم عدد من أهالي المنطقة ببلاغ بقسم أول شبرا الخيمة، يفيد تضررهم من إهمال مسؤولي المحليّات بشبرا الخيمة وقليوب، علاوة على محافظ القليوبية. وصرّح أحد مقدمي البلاغ سيد علي أن إهمال المسؤولين للمنطقة أدى إلى وجود تلال من القمامة، مُتراكمة بالشوارع الرئيسية، وعلى جانبي الطريق، تنبعث منها روائح كريهة، بجانب انتشار اعمال الختان بمنازل تخفيها القمامة عن أعين الغريب جيدًا ، وبالتالي كثرة الأمراض لدى أهالي المنطقة.
اتفق معه عامر الفيومي، بائع بالمنطقة، مُستنكرًا إهمال الحكومة والمنظمات الحقوقية للمرأة، منزل الداية عامرة -أو كما يُدعى أم بيومي لإدعائها بقرابة بينها وبين المعلِمة أم بيومي- لقيامها بأعمال الختان بالطريقة التقليدية دون استشارة طبية أو ماشابه مما أدى لحالتين وفاة داخل منزلها نتيجة لنزيف حاد.
أمّا أماني، ربة منزل، فقد لخصت أزمة منطقة أم بيومي، وشبرا الخيمة عمومًا، في قولها "لوعندكم ضمير انزلوا الشارع على رجليكم، شبرا الخيمة عمرها ماهتنضف، احنا تحت الأرض وهنفضل تحت الأرض".
وعملًا بمبدأ "مصائب قوم عند قوم فوائد"، أتى رد الداية عامرة "ام بيومي" على عكس تبرّم الأهالي، حيث تعتبر نفسها حافظة تراث وعادات القدماء المصريين "الفراعنة أول من ختنوا البنات..مسكين فيا أنا ليه" كما أنها توضح أن زبائنها من الطبقة العليا والمتوسطة وانها لم تستغل الفقراء قط بل تقوم بختان بناتهم مجانًا تقديرًا لظروفهم المادية وضرورة الختان.
أمّا نفسيًا، فيؤكد أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس الدكتور أحمد السيد، أن الختان يؤثر سلبًا على الفتيات كما يُنمي لديهم غريزة القتل بجانب إصابتهن بالبرود الجنسي.
الكاتب
حسناء محمد
الخميس ٢١ يناير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا