شادن خليل تكتب: أنا سوبر بطلة !
الأكثر مشاهدة
نصدق أن لدينا قدرات كبيرة يمكنها التغيير و أنه لا يوجد مستحيل، بمجرد أن نشاهد التليفزيون و الرسوم المتحركة كأطفال نجد أنفسنا أبطال خارقين لديهم القدرة على تحقيق ما لا يصدقه العقل و ما يفوق قدرات البشر و كل ما يخرج عن المنطق و المألوف لترسيخ أفكار القوة الغير اعتيادية فى أذهانهم أكثر و تزيد من ثقتهم فى تحقيق ما يريدون من دون وضع إطار يحتم عليهم ما ينبغى فعله.
لكن نجد أن هذه القوة لا تدوم لنجد نمط الأدوار يضع قيوده حول الأطفال بما يمكن فعله أو لا حتى إذا كان فى إمكانهم ذلك بلا محاولة أو تجربة بناءًا على أفكار أو أنماط لدور الأنثى و الرجل بداية من أفلام ديزنى التى تحتم الضعف فى قصصها على الأنثى، اعلانات اللعب التى تصنف الألعاب مع أن الأطفال يمكنها اللعب بجميعها، مع دور الأهل و الأصدقاء. ليترسخ فى ذهن المجتمع ضعف الأنثى فى ما عدا حالات فردية منذ طفولتها.
فمنذ الصغر نجد المجتمع يضغط على الفتاة لجعل شخصيتها رقيقة، صوتها منخفض، خاضعة، و غير مستقلة مما يجعل الفكرة تترسخ فى ذهنها إلى أن تكبر دون التفكير العميق سواء هذه الفكرة صحيحة أو لا و هل يمكنها كسرها أم لا؟
تستمر القصة و يدوم معها النمط المجتمعى لنجد أن الأهل يلقون اللوم على المرأة لأنها يجب عليها المحافظة على بيتها و أن تضحى حتى إذا تعرضت للعنف أو الإهانة. أيضًا، نجد من تعبر عن رأيها بحرية و صراحة خارج الاعتياد تصور بقلة الأدب و الهجوم عليها مما يحتم كونها مطيعة و هادئة و معتمدة اعتماد كلى على الأخرين لتنجح و يكون لها دور مقنن فى التعبير عن صوتها و أفكارها طبقًا للنمط المرسخ فى ذهنها منذ الصغر على أساس أنه الطبيعى و السائد، بينما هناك نماذج لنساء ناجحات و رائدات أعمال مصريات
من تتلقى العنف و تعذب و تتحمل ضغط المجتمع بطلة بعد أن تتعافى من هذه التجربة لتكمل مسيرتها، المرأة البسيطة التى تبتكر طرق للصرف على أبناءها رغم عدم وجود مورد رزق أخر لها بطلة، من تحقق ذاتها فى مجالها العلمى و تكتشف بأبحاثها بطلة، و من تجد طرق عديدة لتصل إلى هدفها بطلة. تقل صورة البطولة بالتدريج مع وضع النمط الجنسى لنظن انعدامها لكن كل النساء هن بطلات حقيقيات مهما ظنوا العكس، أنظرى إلى الجانب المشرق و إلى تنمية ذاتك سواء بالأنشطة و الهوايات أو عملك، تحدى ظروك فهما كانت صعبة و بسيطة فهى تمدك بالقوة لبداية جديدة ربما لم تفكرى بها من قبل.
ليس كل ما يظنه المجتمع صالح فيجب التفكير خارج الصندوق فكل إمرأة يمكنها النجاح، الإصرار، و الاستقلال فى صنع قرارها الذى لا يمنع طلب المساعدة فى بدايات خطواتها إذا احتاجت، دومًا توجد الطاقة الكامنة التى تحتاج أن تخرج بكاملها فى أدائك، كونى تلك الطفلة و صدقى ما كنتِ تؤمنين به أنت سوبر بطلة.
الكاتب
شادن خليل
الخميس ٢٨ يناير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا