شادن خليل تكتب : دى أكيد معيوبة!
الأكثر مشاهدة
عارضة الأزياء السابقة تايرا بانكس، 42 سنة، فاجأت العالم بقدوم مولودها الذى تعتبره أفضل هدية لها و تحقيق لأكبر أحلامها، حيث كان لديها أمل دائم أن تنجب بالرغم من مشكلة فى الخصوبة. كانت تود أن تنجب منذ أن كان سنها 24 سنة فتقول محدثة نفسها كل عام " بعد ثلاث سنوات سوف أنجب طفلى الأول"و هو قرارها الشخصى الذى ندمت عليه.
تايرا بانكس مجرد نموذج للمرأة التى أخذت قرارها الشخصى بالانجاب بدون تدخل من أهلها أو حتى تدخل من المجتمع و هى طبيعة الحال فى أمريكا و فى الخارج بوجه عام فطبيعة المجتمع الفردية تحتم عليهم إدارة شئونهم الخاصة دون النظر إلى الاَخرين أو التدخل فى شئونهم.
بينما طبيعة ثقافة مجتمعاتنا العربية جماعية أو قائمة على مشاركة الآخرين فى التفاصيل الغير الحياتية سواء أصدقاء أو أهل، فكثيرا ما نجد العبارة الشهيرة بعد فترة وجيزة من الزواج "مفيش أخبار حلوة" أو "مفيش حاجة جاية فى السكة" كأنه موضوع يخص اَخرين ممن نعرفهم بشكل متساوى مثل الفرد الذى يواجه المشكلة.
المشكلة الأكبر عندما يصبح لدى أحدهم مشكلة فى الإنجاب لنجد كلام جارح من الناس من دون تفكير فى الإيذاء النفسى المسبب بل النمط المجتمعى و كأنه قانون عليهم. خصوصًا المرأة التى تجد كلمة "بس دى أكيد معيوبة" سواء كان أمر الله بتأخر الانجاب أو عدمه أو حتى لوجود مشكلة مانعة، لتتلقى هجومًا بمجرد إعلانها بشجاعة عدم الإنجاب أيًا كان السبب، على العكس "بانكس" تلقت دعم كبير من جمهورها لشجاعتها فى إعلان ذلك.
الإنجاب بالنسبة للمجتمع مرتبط بفترة معينة بعد الزواج و إذا قرر الشريكان أخذ هذا القرار بعد تروى ليوفروا حياة جيدة للطفل أو الطفلة مما يجعله قرار ليس بالسهل، ليجدوا الناس مصدر للأحكام عليهم و فرض الضغط عليهم. أيضًا أغلب الناس لها ظن أن الإنجاب بسن معين الذي غالبا ما يكون فى الغالب أقل من 35 سنة.
يجب الوعي التام بتحديد و تهيئة الظروف المناسبة للطفل قبل قدومه و هى تختلف من شخص إلى اَخر حتى لا نحكم عليه بالتعاسة، فالإنجاب قرار شخصي يتم أخذه بحرية فالأشخاص المعنيين بالأمر هم من لهم القرار كاملًا مما لا يجعله قرار جماعى مجتمعى و أسرى بل شخصي ديموقراطي مبني على التفاهم و توحد وجهات النظر.
الكاتب
شادن خليل
الخميس ٠٤ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا