منيرة محمود تكتب : الحب المباع !
الأكثر مشاهدة
“ هافضل أحبك من غير ما أقولك.. إيه اللى حير أفكارى، لحد قلبك ما يوم يدلك.. على هواى المدارى”، هكذا وصف الشاعر أحمد رامى حبه لكوكب الشرق " أم كلثوم ، حيث كتب هذة الكلمات فى قصيدته حيرت قلبى معاك ، تلك إحدى قصص الحب التى كانت أكثرهم صدقاً ، وأكثرهم إحساساً ، من منا حينما يسمع أغنية لأم كلثوم من كلمات الشاعر أحمد رامى لا يشعر بما كان يكن لها هذا الرجل من أحاسيس ، تلك المرأة التى تملكت من قلبه وقلمه ، علمت ان الشاعر أحمد رامى حينما علم بوفاة أم كلثوم كسر القلم بعدها وهجر الشعر والناس وجلس مريضاً بالاكتئاب النفسى لغيابها، ولم يكتب قصيدة رثاء فى أم كلثوم .. وظل ينظر الى الخاتم الذى أعطته هدية زواجه المكتوب عليه "OK" هذا الخاتم فى يده أربعين عاماً ، هذا يدل على أن الحب ليس اشهاراً وأنه مشاعر صادقة يمكن الإحتفاظ بها حتى الموت .
ولكن مع تغير الزمن ، ظهر نوع أخر من الحب وهو الحب المباع ، وهو ذلك الحب الذى أصبحنا نراه يومياً على مواقع التواصل الاجتماعى وشاشات التلفزيون ، حب يرغب الطرفان فى إشهاره واعلانه عن طريق الشاشات التلفزيونية ، رغبه فى جذب الأنظار اليهم .
الحب ليس تلك القبلة التى يضعها المحب على يد حبيبته أمام المشاهدين ولا تلك النظرة التى ينظر اليها بها خلال اللقاء التلفزيونى المبث مباشرة على الهواء ، ولا تلك الصور التى يلتقطها إثنان معاً وهما ييتسمان وينظران لبعض ، ولا ذلك المشهد الذى يأتى فى حلقة تلفزيونية يرتدى فيه الحبيب أفخم ما لديه وهى ترتدى أحسن ما لديها ويخرجان سوياً ويتناولان بعض الطعام على أضواء الشموع وبعض الفتيات يطيرعقلهن بذلك الرجل كيف يكون وسيماً بهذا الشكل ، انظروا كيف يعامل حبيبته ، أتمنى لو كنت أملك حبيباً مثله ، وهو فى الأصل ممثلاً لمشهد طلب منه المخرج أداؤه ليظهر بهذا الشكل .
أصبحنا كثيراً نفتقد الحب فى حياتنا ، فنبحث عن كل ما هو درامى ، ونحاول إقناع أنفسنا بأن هؤلاء هم معنى الحب فى الحياة ، الحب ليس تلك المشاهد المباعة على الشاشات او تلك الكلمات التى يكتبها المؤلف لتحصد إهتمام مواقع التواصل الاجتماعى . الحب عطاء .. عطاء بلا حدود .. عطاء دون إنتظار الثمن !
الكاتب
منيرة محمود
الخميس ٠٤ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا