أفنان كمال تكتب : أحكي ولمن أحكي؟
الأكثر مشاهدة
تمر علينا الأيام ويكون بداخلنا العديد من الأفكار والهموم نرغب بالحكي ولمن نحكي؟ نبحث عن أحدهم لنحكي له ليس بقريب منا أو بعيد، نحتار ويأبي القلب أن يبوح الإ لمن يرتاح له.
تقابلنا عند بوابة كارفور دخلت وابتسمت لي، تصادفنا في أكثر من صف عند اختيار المشتروات ابتسمت ورددت الابتسامة، اتنهيت من الشراء لنتقابل معا في طريق المواصلات ولطول الطريق استطاعت مريم أن تبوح بما يجثم على قلبها.
" انك تتخطبي لأي حد يجيلك والسلام لمجرد انك تنتقمي من خطيبك السابق دا مفهوم الانتحار" أيوة دا مفهوم الإنتحار عارفة يعني ايه تقبلي ترتبطي بشخص انتي وهو مختلفين مفيش اي جسر للحوار والتفاهم بينكم، لمجرد فكرة انتقام من شخص جرحك بس انا انتقمت منه في نفسي، انك تمثلي قدام الكل انك مبسوطة وفرحانة وانكم متفقين دي أسخف كذبة.
" بيقولوا انك لما تبقي مع الإنسان الصح بتنوري، بس أنا انطفيت" وجودك مع شخص يفهمك ويقدر شخصك دي نعمة لما تتناقشوا وتخططوا لمستقبل بنفسكم دا طريق واحد لينا سوا بس تكوني مع إنسان يقلل منك قدام الكل، يثبط همتك انك تبدأي طريق حياتك العملية كل ما اقوله عايزة اشتغل يرفض، الخروج ممنوع، نفكر للمستقبل ونرتقي بنفسنا ونبحث عن الأفضل مرفوض انا مستوايا كدة وهتكملي على كدة، كل صحابي واللي حواليا لاحظوا اني انطفيت مبقتش اانا مبقتش اتناقش وافكر خلاني سطحية وانا السبب بس انا هرجع مريم إلى بتنور تاني.
"دي تاني خطوبة ليكي واتحسبت عليكِ، تتجوزي وتخلصني مفيش رفض" يبدو أن الوجه المبتسم قرر أن يفيض عما يعتمل بداخله فارتسمت علامات اللم على وجهها، بصي يأ أفنان أنا هعيش مرة وحدة بس، عارفة اني في منطقة مش راقية اووي وعارفة أن كلام كتير ورغي هيتقال عني كمريم وخصوصا أن الخطوبتين من نفس ذات المنطقة، اهلي هيزعلوا مني فترة بس هيكلموني تاني وهنرجع أحسن، انا بدور على شغل بقالي فترة ونجحت في الانترفيو وهبدأ قريب والنهاردة كنت بكافأ نفسي واشتريت التابلت دا ليا وبكرة هرجع مريم اللي بتنور ومش هكمل في طريق جوايا بيقولي انه غلط ومش هكون أنا.
معقول خدت القرار بالسرعة دي؟ تسألت واندهشت منها، فردت بكل ثقة القرار دا تفكير أسبوعين كاملين ومش هظلمه ولا هظلم نفسي معاه ودام أنا اللي وافقت ودخلت نفسي يبقي انا اللي لازم أصحح خطأي، انا محكتش لحد قبل كدة، انصحي اللي تقابلية واللي تتكلمي معاه انك تنتقم من حد تاني في نفسك دا اسمه "انتحار".
يبدو أننا نرتاح لأن نحكي لأناس لا نعرفهم ولا يعرفوننا ففي النهاية لن نتقابل ثانية وان تقابلنا فالأيام تلاهينا وسنسي حتما، نخشي أن نحكي لمن هو قريب فالحكم ان لم يكون قاسيا، عندما ستنظر لهم وتتذكر ستتألم ربما. احكي ولمن أحكي؟
الكاتب
أفنان كمال
الأحد ٠٧ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا