حسناء محمد تكتب: تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي
الأكثر مشاهدة
الغضب والحزن بيفقدنا القدرة على الكلام –بنبقى زي المكتومين- بُكم، مفيش طاقة للكلام ولا الحكي، حلقة السواد اللي بنقع جواها بتوسع كل يوم أكثر، لحد ما نوصل لليوم اللي لازم حد يجي ياخد بإيدنا ويخرجنا منها، وغالبًا محدش بيجي ياخد بإيدينا أو حتى يطمن، فبيكون ملجأنا الوحيد اللي عمره ما زهق مننا ولا قال انتو اللي عملتوا في نفسكوا كدة ولا إيه العك ده أو أي تعليق أحمق من التعليقات المعتاد سماعها؛ الحكي.
ولأننا بنلف نلف ونرجع تاني للصدر الواسع ونترمي في حضنه ونحكي..نبكي..ندبدب برجلنا في الأرض ونقول ليه –أنا- ليه مفيش حل ..ليه نستحمل..ليه نضحك ..نشتغل..نعيش، واحنا أموات من جوانا، أموات بتمشي وتعيش ..اتحولنا لفامبير والأسوأ اننا متقبلين تحولنا.
22يوليو 2015، الحكاية بتبدأ بمعرفة إصابتي بالمشاكس – السرطان- بعاند ..بشاكس ..بكتئب..بترك شغلي..برجع أقوى، هتعالج، يموت صديقي، اخاف- باخد خطوة لورا- حالة أكتئاب جديدة لكن أعمق ..فوهة سواد جديدة، بطلع منها بقرار أخر "أنا مش هتعالج..مش هموت بالكيماوي"، بحكي لكن بتردد ..بكتب كلمات تائهة، حكي لم يفهمه الكثير، تراهات مبعثرة هنا وهناك، تحقق مشاهدة لكن لم يفهمها أحد بعد .
30يناير 2016، ببدأ حملة "احكي" عن سرطان الثدي، حكاوي كثير، طبقات إجتماعية مختلفة ..نساء وبنات تعافت حاربت وانتصرت عليه، عيون بتلمع بتحكي، ابتسامات صافية، وجوه ترك بها المرض آثره لكنها قادرة على الضحك بكل قوة، جرعة من الأمل بتجرعها على كأسٍ واحد، وبستعد للعلاج والسفر للمرة الثانية.
ببدأ استعد، بشتري كل احتياجاتي للعلاج، ببحث عن مكان لحلاقة شعري، بقابل أصحابي القريب لقلبي والبعيد، لم أبلغهم بعد بقراري وسفري..بل الكثير منهم لم يعلم بعد بالسرطان، نضحك ..نستمتع، أتركهم في سلام لمواصلة تجهيزاتي للسفر المقرر في 1مارس.
10فبراير2016، استقيظ مع أذان الفجر؛ شعور بإفتقاد وفراغ يطارداني –قلبي بيوجعني- ماذا سيحدث اليوم، تمر الساعات وأبدأ استعد للنزول لعملي ..يأتي الخبر "حنان ماتت"، للمرة الثانية الموت ..شبح الموت بيطاردني ينظر لي ويردد "دورك قرب".
الموت، أيوة انا خايفة من الموت..بخاف منه ..من البعد، معرفش إيه موجود في الحياة نتمسك بيه، لكن ده مايمنعش أني خايفة، حنان ماتت بالسرطان، ماتت وهى بتاخد جرعات الكيماوي، ماتت وهى بتتعذب من فقدانها لكل حاجة حلوة "شعرها – بريقها- زوجها" ماتت وتركت ابنائها مع طلب بعنايتي ليهم، عناية ! "دانا دوري قرب ياحنان".
متتعالجوش..الكيماوي بيقتل، السرطان مش مشاكس..السرطان قاتل يستحق الإعدام، الأمل كأس بنتجرعه، للسُكر والنسيان.
الكاتب
حسناء محمد
الأربعاء ١٠ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا