حسناء خميس تكتب :بعبع العنوسة!
الأكثر مشاهدة
عنس فعل يعنى التأخر فى سن الزواج و هو فعل كجميع أفعال الدنيا لا يقتصر على جنس معين، و لكن فى مصر اقتصر هذا الفعل على النساء فقط فلم أسمع عن رجل عانس مهما كبر سنه و هذا ليس له علاقة بصحة اللغة , و لا بدرجة التعليم للأسف , فلا يقع في هذا الخطأ الطبقة الدنيا فقط فهو انتشر بين جميع الأوساط بما فيهم الراقية و المتعلمة وإنما هو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعادات و التقاليد و أصبح هذا الفعل كالبعبع الذى يخشاه جميع الأهالى و كذلك الفتيات و فى هذا سألنا
إيمان الحويزى ( مذيعة فى قناة الغد العربي ) و قد قالت أنها لا تعلم من أين أتى مصطلح "العنوسة" هذا و من أطلقه و متى و لكن مثله مثل أى شيء فى مجتمعنا الشرقي ارتبط فقط بالبنت لأن فى مجتمعنا دائماً ما نلوم الفتاة على أي مشكلة أو أى فشل فإذا تأخرت فى الزواج أو تزوجت و فشل الزواج أو حتى مات الزوج و هذا شئ ليس بيد أحد لابد أن نشعر الفتاة انها اجرمت فهى أرملة او مطلقة فكيف لها أن تحيا حياة طبيعية ؟! و لابد أن ينظر المجتمع لها بمنظور معين و قد قالت أن لفظ العنوسة يزعج الفتيات بشكل عام و لكن هناك نوعين من الفتيات فهناك من ترى أن تكوين الأسرة و الزواج هو أساس الحياة و هذا النوع يعاني أكثر ويتأثر و هناك النوع الاّخر الذى يحتل العمل و تحقيق الذات الجزء الأكبر من طموحها و هذه تنزعج و لكن لا تتأثر بنفس المقدار .
و قد أضافت أيضا أن أهم أسباب تأخر سن الزواج هى الظروف الاقتصادية حيث أن من الصعب بالنسبة لأي شاب فى بداية حياته أن يشتري شقة و يجهزها هذا غير متطلبات الزواج الأخرى و ذلك لأنه يعانى بالفعل من مشكلة أخرى و هى البطالة و التى تزداد كل عام .
أمنية الموجى (صحيفة باليوم السابع) : و قد قالت ليس هناك شئ يدعى عنوسة و أنها ترفض هذا اللفظ و أنه لفظ عنصري ذكورى أما بالنسبة للأهالي فبمجرد أن تصل الفتاة لسن الخامسة و العشرين فانهم يضغطون عليها لتتنازل عن أشياء أساسية فى شريك الحياة و تتنازل عن طموحها و مستقبلها إذا كان هذا ما سيجلب العريس و تتوالى الأسئلة ( ها عاملة إيه ها مفيش جديد ) و أقوال ساخرة مثل ( هنخلص منك إمتى يا علا ) أسوة بهند صبرى فى مسلسل ( عايزة أتجوز ) و كأن الزواج هذا هو الهدف الأول و الأخير فمهما حققت الفتاة من نجاحات فى حياتها العلمية و العملية يظل تفكير الأهالى ينحصر فى الزواج .
ندى ( مصرية مقيمة فى فرنسا ) : الأم التى ترى ابنتها كبرت فى السن و لم تتزوج بعد فإنها تحدثها فى هذا الموضوع بشكل يومي و من الممكن أن تصفها بأنها منحرفة و أخلاقها سيئة لذلك لم تتزوج بعد و تبدأ فى حصارها الذى يتمثل فى وضع مواعيد أو تعليقات أو تنصحها بالاهتمام بنفسها و " تبدأ تشجها تحط الأخضر أو الاحمر او الاتنين سوا " على حد قولها و هذا من الممكن ان يجعل الفتاة تتزوج اى شخص يقابلها لو كانت شخصيتها ضعيفة .
و أضافت أن العنوسة مصطلح يطلق استثنائى على البنات فبغض النظر عن معناه كونه مقتصر على الفتيات فقط فهذا شئ مرفوض .
سارة ( انجليزية مقيمة فى مصر ) : تتحدث عن الحال فى لندن قائلة ان السن الطبيعى للزواج ما بين الثلاثين و الخمسة و ثلاثين ،و لكن لا يوجد مصطلح "العنوسة" هذا مهما صار سن المرأة و أن ليس هناك اهتمام بموعد الزواج و لكن الاهتمام الأكبر بالتعليم و العمل وأن جيل جدتها هو من كان الأولوية فيه للزواج و ليس العمل .
و للعلم أن جيل الجدة كان فى الأربعينات أى أننا نفكر فى القرن الواحد و العشرين بنفس الطريقة التى كان يفكر بها العالم فى الاربعينات .
و أضافت أن لو هناك اثنان يريدون الزواج فانهم ليس لديهم كل هذه الطلبات الغريبة من مهر و شبكة و غيره وإنما شقة ليس لشيء و إنما لأنه من البديهي أن يبحثا عن مكان للعيش به .
و لأننا نتحدث فى موضوع فائق الأهمية من الناحية النفسية كذلك فكان لابد أن يكون لنا وقفة مع الطب النفسى و لذلك تواصلنا مع :
د.يسرى عبد المحسن ( طبيب نفسى ) : الذى أوضح لنا أن لفظ العنوسة بشكل عام محبط و مؤذى للمشاعر و لكن تاثيره أيضا يعتمد على شخصية الفتاة فاذا كانت ضعيفة و مهزوزة فهذا سيؤدى الى الغضب و التوتر و الانعزال اما اذا كانت قوية فانها لن تتأثر طالما عندها ما يعوضها عن الزواج كالعمل و الحياة الاجتماعية و غيره .
و أضاف أنه يجب أن تتغير نظرة المجتمع تجاه تأخر سن الزواج فهناك اشياء اخرى غير الزواج فى العالم .
و بعيدا عن أراء المختصين و علماء النفس فان مجتمعنا يجب ان يتخلى عن عاداته المتشبث بها بلا فائدة و ان يدرك ان هناك اشياء أم من الزواج فالحياة مشاؤكة و لكن المشاؤكة لا تقتصر فى شريك الحياة و كذلك فان المشاركة ليست اجبارية .
الكاتب
حسناء خميس
الجمعة ٢٦ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا