ندى خالد تكتب : أحلامي قبل الثلاثين!
الأكثر مشاهدة
قاب قوسين او أدني و يعلن هذا اليوم عن قرب اجله، ماذا انا فاعلة للتو؟!!و كيف لي أن ابدوا؟! هل اصطنع تجاهلي و أمضي غير مباليه،ام انتظر سعادتي المرجوه و التي أطمح إلي ميلادها مع ميلاد فجر ذلك اليوم ؟!
علي اية حال إعلان عقدي الثالث عن انقضائه بعد بضع شهور حدثاً لا يدعوا اشخاصاً بعينهم إلي التفاؤل اكثر مما يدعوهم إلي عقدة للجبين و محادثة النفس عن مصير تلك الفتاة البائسه التي اصبحت علي مشارف الثلاثين دون...(كلاً علي متسع افقه)
حقيقةً لا اعي ما الذي يجب ان يبثه الرقم ثلاثون بداخلي، و ما هو حقيقة شعوري تجاهه، لكن ما اعيه جيداً انه طالما كان قلبي نابضاً وطالما باتت أحلامي مشروعه فسأعض الأنامل عليها و سأعمل علي تحقيقها ما استطعت.
و عن احلامي قبل الثلاثين،كم اتمني أن يأتي هذا اليوم و قد طبعت قُبله علي جبين جدتي ، سائلةً الله لها مداداً من العمر، مزيداً من العافيه،كذالك اريد ان اوصيها بأن تكون "حكاياتك جدتي" هذا العام علي قدراً اكبر من التشويق و الاثاره..فلنجعله عاماً حافلاً جدتي J
منذ عام و يزيد لم تصلني محبوبتي و لم اصلها، منذ عام و يزيد لم اكفها ثرثره و لم تشبعني هي الاخري حديثاً ، حتي انه منذ عام و يزيد لم اتحسس ملامحها و لم ارتمي في احضانها لأقتبس كفايتي الموسميه من البكاء ثم انهض بعدها و أمضي و تمضي..فاللهم اني اشهدك ان لي احبائاً في ذِمتك و حبل جوارك قد اشتاقت إليهم نفسي كثيراً،اللهم ارزقني رؤياهم عن حق ،اللهم رؤيا عاجله غير آجله لأمٍ أنجبتني
و هناك شخصاً عبر الحدود قد حدثتهُ يوماً بأنه إذا ما اعلن القدر رِضائه-غير المعهود- عن شخصنا و تم عودته إلي أرض الوطن،فستلتقي عيناي في عيناه يوماً ما ،و سيكسر حديثنا صمتنا يوماً ما، و سيعلن كلا منا عن حبه لوطنهِ و لكن كلاً بطريقته يوماً ما..أما آن ل"يوماً ما" أن يعلن عن اي بادرة امل في دنوه !!
لي صديقة تبلغ من العمر ثمانية سنوات،صديقتي تتألم من مرض لعين ينهش جسدها دون قلبها، مرضا و إن باتت ملامحه بينةً علي جسدها فهو غير قادر علي إطفاء ملامحها الخمريه الطفوليه، فمازالت صغيرتي تجمع جمال الكون بأكمله بين عينيها و ما زالت ضحكاتها-و إن بدت خافته- قادره علي شق عنان السماء ،فاللهم اني ارجوك -و ما لي سواك ارجوا- ان تهلل قلبي و قلوب ذويها بشفائها،اللهم عودةً سريعه للعبتها التي طالما حدثتني عنها دون غيرها و عن مدي افتقادها إياها للمشاركةِ مع الاصدقاء"استغمايه".
لو انه يحالفني، لو ان الحظ اللعين يحالفني و يتح لي زماني فرصة الوقوف امام أحدهم ،كنت سأتغزل بهم بضعاً من الوقت ثم أعلنها لهم جليةً بأنه طالما كانت بلادي "ولاده" اشخاصاً علي نهجهم فإنها كانت و مازالت و ستبقي"بخير" ، فهم لنا املاً في غدٍ و إن كانوا الماً علي وطن..عن العظيمين يسري فوده و أسعد طه اتحدث.
"يا شقيق الروح من جسدي أهوي بي مِنك ام ألمِ؟!"..اغنيه طالما داعبت قلبي قبل مسامعي للعملاقين وديع الصافي و فيروز،اتمني ان يبقي عهدي بهذه الاغنيه كما هو عليه الان،شعور تلعثمي لا تعلم إذا كان ضحكة بمفهوم حزن ام حزن فحواه ضحكه.
كذا اريد فقدانا للاحبه بشكل اقل و مكسبا في "قلوب بتحس بينا" بشكل اكبر، اريد معافاة لقلوبنا قبل ابداننا، و سلاما حقيقيا من و إلي نفوسنا ، و كم اتمني لو انني لا ابالي لأمر الناس، لو انني حلقت إلي حيث أرادتني أجنحتي ان اكون و ليس إلي حيث رغب مجتمع عقيم ان يقودني ، فلا اريد طأطأة رأسي من اجل ذنب لم اقترفه و لا اريد ان اقع تحت وطأة ما يسمي ب"عاهات و تقاليد"،حتي انني لا اريد المتاجره بحلم شرعت في الايمان به.
و ارغب لو إنني اعيش اللحظات جميعها بعنفوانها و صدقها و قوة اجتياحها لي،لحظات الصدق و الحب و النشوة و الجنون، حتي لحظات الالم و الوجيعه و الفراق ،سأوفي كل لحظة حقها حتي إذا ما نهضت سقطت من علي كتفي إعيائاتها.
اتعلمون ماذا اريد ايضا قبل بلوغي الثلاثين..اريد ان امشي في شوارع المحروسه في تمام الخامسة فجرا و الناس نيام، ثم اقولها بكل ما اوتيت من عزم "هذه بلدي و ليست بلدكم"،سأقولها و ليبلغ صوتي من بيدهِ الامر، سأقولها و علي الراغب في الاطمئنان علي ما آل اليه حالي أن يتوجه بالسؤال للأهل و الاحبه علكم ترزقون الاجابه .
و ما بين حلم جائز و واقع حالم يبقي هناك احلاماً غير مشروعه لا ترتقي اكثر من كونها امالاً قادره علي إنتشائي اذا ما أعلنت مرورها بخاطري،كم أريد إستعادة ايام كانت اكبر طموحي بها "ان تطول كفي طرف مكتبي" ، اريد ضفائري الطويله و شريطتي الحمراءً،أريد ضحكات و صرخات كانت تنهك قواي فتلقني أرضاً، حتي انني اريد غيرةً طفوليه دبت في قلبي من صديقتي صاحبة الفستان الاجمل، اريد كل هذا و اريد سنوات إنقضت بإنقضاء رفقائها.
و عن احلامي المتواضعه تجاه بلادي،اتمني ان تحتضننا بلادنا بشكل اكبر مما هي عليه الآن ،و لو انها لا تلفظنا لتعود بعد ذلك ترثينا، اريد حصادا اقل لتعداد شهدائنا،و اريد الحرية لمصوراً صحفياً و طالباً ثانوياً و مفكراً اسلامياً، و كم أرجوا إنجازاً حقيقياً لأهداف ثوراتنا المجيده بدلاً من التغني بصنيعها و مشاركتنا بها فحسب،و لا اريد لأياً كان من يكن أن يطفأ جمال و نفحات مثل هذه اللحظات المصيريه من عمر الوطن في قلوبنا.
و إذا ما اذِن ربي برحيلي قبل عامي الثلاثين او ربما بعده ،حيثما و كيفما و اينما اراد،فأريد لهذه الهواجس الطفوليه ان تتلون بقلم الواقع،حيث كنت حين اطالع وجوه الاحبه و تراودني فكرة الفراق فكنت اهرول الي امي قائله "هو مينفعش كلنا نمسك في ايد بعض و نموت سوا علشان محدش فينا يزعل علي التاني".
هذه هي احلامي قبل الثلاثين، جائز تحقيق بعضها و محال انجاز جميعها لكنها ستبقي في صدري موضع القلب من الشاكه.
ملحوظه:فكرة هذا المقال مستوحاه من مقالة" عما اريده من العالم قبل بلوغي الثلاثين" للراحل البراء اشرف-وإن اختلفت الرؤي و الاحلام-،رحم الله البراء و الحقنا به في جنته.
الكاتب
احكي
الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا