أحمد بكر وحسناء محمد يكتبان: إخلاص عربيات الكبدة في زمن الاستغلال
الأكثر مشاهدة
لقى 4 أشخاص مصرعهم، مساء أمس، بسبب تناول وجبة كبدة فاسدة من الشارع بمنطقة بولاق الدكرور، أودت بحياتهم على الفور بعد أن شعروا بحالة إعياء شديدة نتيجة التسممم ...
الموضوع أدناه، هو موضوع غاية في الحساسية بالنسبالي، وفي الأصل بينبع من تجربة شخصية جدًا ...."الكبدة وعربيات الكبدة".
زي ما "فتحي عبد الوهاب" كان بيقول كده في فيلم - سهر الليالي- "أنا دمي ده بيجري فيه كرات بيضة وحمرا ونسوان... ثانية واحدة أنا مختلفة عن فتحي عبد الوهاب شوية حيث إن "أنا دمي ده بيجري فيه كرات بيضة وحمرا وكبدة"
طيب هل بيجري في دمي أي نوع من أنواع الكبدة، بالتأكيد لا .. أنا دمي بيجري فيه الكبدة اللي من على العربيات في كل أرجاء المعمورة، الموضوع على عكس ما هو ظاهر، مهم جدًا وللأسباب اللي جاية دي الكبدة ما تتاكلش إلا من على العربيات عشان تحظى بمتعة الكبدة اللانهائية.
الكبدة دايمًا غير معرروفة المصدر
طبيعتنا البشرية بتنجذب لكل ما هو مجهول بالنسبالنا وبنسعى لإكتشافها، وبيتولد بداخلنا متعة حقيقية حينما لم نعلم "إيه مصدر الحاجة دي" بس هي حلوة وبتسسبلنا سعادة- فبنحس- إنها هدية من ربنا لينا.
طلع على عربيات الكبدة مؤخرًا سمعة "مش ولا بُد" فعربيات الكبدة منتشرة في مصر كالنار في الهشيم وبخاصة في شبرا مصر، منطقة روض الفرج بمفردها تحتوي على 4 عربيات كبدة : كبدة كنتاكي التي تقدم ساندوتش الكبدة -75 قرش- كما تقدم ساندوتش السجق – 1 جنيه– وكبدة عم أيمن والتي تزدحم غالبًا بداية من الخامسة مساء و تقدم ساندوتش الكبدة -2 جنيه- وساندوتش السجق -2,5 جنيه- أما عن العربية الأكثر شهرة في حالات التسمم بمنطقة روض الفرج، كبدة زيزو تسمم والتي تقدم ساندوتش الكبدة -3 جنيه- وساندوتش السجق – 4 جنيه- أي أكثرهم تسمم وسعرًا.
ورغمًا عن أنف الإشاعات وحالات التسمم إلا أن أهالي شبرا يعشقن الكبدة وعرباتها، بل أن هناك بعض من يعرج عليها خارج شبرا.
يقول حسين 22 عاماً وهو طالب جامعي مجرب لكل أنواع الوجبات السريعة، وضحية حالتي تسمم متفرقتين. "حصلي حالة تسمم عنيفة من 7 سنين، كنت أكلت"ساندويش كبدة"من عربية زيزو تسمم وانا راجع من المدرسة، وكان هيوديني في داهية لولا غسيل المعدة ".
ويواصل حسين شارحاً خبرته في الوجبات السريعة والتسمم: "والسنة الماضية،أكلت وجبة دجاج محمر في محل مشهور جدًا، وحصلي نفس الشىء، لكن بصراحة حسيت بنوع من الفخر وأنا بقول للدكتور بأنني اكلت"تشيكن سبايسي"، عكس المرة الأولى حين طأطأت رأسي وأنا أعترف بتناول الكبدة"
انسى المستقبل واديه كل التركيز هذا هو البهريز
في عز برد يناير، لمّا تنزل "تاخد بعضك" وتروح لأول عربية كبدة تقابلك، مع أول ساندوتش بتاكله "بتدوب" في الساقعه وتشعر إن حواسك كلها "دابت" مع الساندوتش، والكبدة بقت أحلى من "اللحاف" اللي فوق على سريرك، وتبدأ أغنية الجو ربيع والدنيا بديع قفلي على كل المواضيع في خلفية دماغك.
الموضوع محتاج شجاعة لو هتاخد قرار تجرب تاكل عند زيزو أول مرة، وده بسبب السمعة اللي واخداها ساندوتشات الكبدة والسجق في مصر، وبالذات زيزو اللي الناس أطلقوا عليه اسم" زيزو نتانة" لسبب أكيد كان معروف وقت التسمية.
المكان سهل قوي توصله، إمشي في صلاح سالم كأنك راجع من مصر الجديدة وادخل اليمين بتاع مسجد الشرطة وامشى في الشارع ده على طول، عدّي التقاطع وامشي مسافة قصيرة جداً واركن ،هتلاقى واحد عايز منك 3 جنيه وماسك تذكرة، ممكن قوى تتجاهله.
أما عن أهم ما يميز "نتانة" حاليًا هو إعداده لساحة خاصة لتناول الساندوتشات إضافة لتدفئة الساحة خلال فترات الشتاء شديدة البرودة .
عربيات الكبدة بتخاف عليك اكتر من أي حد في الكون
ببساطة ممكن تلاقي عربيات الكبدة في كل مكان وفيه أماكن عمرك ما تتخيل انك تلاقيها فيها زي مثلًا أمام مقلب قمامة، الحقيقة اني لم أعرف حتى الأن مصدر المتعة والنشوة التي تغمر الواحد حينما يأكل من على عربة أمام مقلب قمامة، نفس الإحساس بالظبط لو انتصرت في حرب ضروس بتخوضها ضد جيش قوي وكبير.
عربيات الشارع لم تهتم أبدًا للفلوس اللي في جيبك، هي مايهمهاش الفلوس اللي هاتخدها منك لدرجة إن الساندوتش الواحد بجنيه وعمره ما غلي عن كده، تخيلِ كدة كمية المتعة اللي بتحسها إن لأول مرة ماحدش عايز حاجة منك وبيقدملك متعة عظيمة بتمن تقدر عليه في كل حالاتك، كمان على عكس الفكر السائد الكبدة من على العربيات هو اكتر مكان عمرك ما يصيبك منه تلبك معوي أو تسمم بينما انت ممكن تاكل من اسم براند كبير ويجيلك تسمم عادي جدًا. عشان كده بالنسبالنا الأكل من على عربيات الكبدة متعة لا تقدر بثمن .
الكاتب
حسناء محمد
الأربعاء ٢٣ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا