مها فؤاد تكتب: هل هو حكم بالإعدام ؟
الأكثر مشاهدة
كانت صديقتي تحكي لي أن والدتها تريد الإنفصال عن والدها وتحدثت معها بهذا الشأن، تحدثت معها "هي" فقط دون عن أخواتها، وقالت لها والدتها أنها .الوحيدة التى ستتفهم قرارها هذا
فهى لم تفكر كما سيفكر أخواتها، ولن تفقد أعصابها وتحاول إقناعها بالتراجع عن قرارها من أجل مصلحة الأسرة، ومن أجل استقرار المنزل وما يليه من ترهات تطلق عند وصول ربا الأسرة إلى قرار الطلاق كحل لما يعانيانه من مشكلات .
صديقتى من داخلها تتمنى أن تتراجع أمها عن قرارها و ألا تقَدم على خطوة الطلاق، هي بالطبع لا تريد الاستغناء عن أحد والديها، لكنها تفكر أيضا ماذا ستفعل "هي"لو تعرضت لمثل هذا الموقف، إذ تزوجت وأرادت الطلاق لأنها لم تعد تحتمل البقاء مع زوجها ليس لأسباب مقنعة بالنسبة للأخرين و إنما لأنها ببساطة لم تعد تحبه، وأخذت تفكر ماذا ستفعل فى مثل هذا الموقف؟
وماذا سيحدث إذ أخذت تقنع والدتها بالتراجع عن قرارها هل يعد هذا أنانية منها لأنها فكرت فقط فى نفسها ورغبتها فى بقاء أسرتها كما هي.. أم تتحدث مع والدتها كصديقتها وتشجعها على ذلك بدعوى أن أمها أيضا إنسانة لها الحق فى أن تشعر بالحب تجاه الشخص الذى تعيش معه مهما تقدم بها السن متناسية كل القيود الاجتماعية و نظرات الناس التى ستنعتها بالجنون لكونها قررت الطلاق بعد أن صارت بناتها فى سن الزواج، ومتجاهلة تلك الشائعات التى ستصنفها تصنيفات أخرى تجعل منها مذنبة أمام المجتمع لمجرد تفكيرها بهذا التفكير، وأيضا متجاهلة النظرات الخبيثة التى ستطعن عرضها.
وبنهاية حكاية صديقتي، ألتزمت الصمت.. لم أدرى ماذا أقول لها فأنا لم أفكر فى ذلك من قبل، لم أجد إجابة مناسبة لما قالته، ولم أعلم بما أنصحها فقد أصابنى الذهول وبدأت أنا الأخرى أفكر هل بمجرد الزواج والانجاب يتوقف الفرد عن اتخاذ قرارات شخصية متعلقة به وحده كـ "الحب" وربما تسبب الشقاء لمن حوله لكنها بالفعل ستحقق له السعادة. وهل هذه القرارات تتصف بالأنانية حقا ؟
الكاتب
مها فؤاد
السبت ١٦ أبريل ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا