ناميس عرنوس تكتب : إنهم ل ”حشريون”..وإننا ل ”مستمرون” !
الأكثر مشاهدة
إنتي تخنتي محتاجة تخسي! إنتي تحت عنيكي أسود من ايه؟ إنتي اتحجبتي؟! إنتي قلعتي الحجاب..ربنا يهديكي؟! إنتي متجوزة؟ انتي مبسوطة مع جوزك؟ متجوزة بقالك أد ايه؟ خلفتي؟ مأجلة الخلفة ليه غلط كدة؟! هاتي عيال وإنتي صغيرة عشان تصاحبيهم! معاكي بنات ربنا يرزقك بالواد! معاكي ولاد ربنا يرزقك بالبنت! معاكي واحد اتجدعني وخاويه!
أمثلة كثيرة لا عدد لها من نفس فصيلة الجمل القصيرة المؤلمة السابقة. جمل قصيرة يتدخل بها أكثر الناس قربًا لنا و أكثرهم بعدًا عنا في حياتنا بدون سابق إنذار ، بدون تفكير في العواقب الناجمة عن تدخلاتهم في حياتنا بشكل سطحي دون علمهم ببواطن الأمور!
لا أدري أبدأ من أي مثال تحديدًا، لا يوجد موقف أسهل من الاّخر فتأثير "الحشرية" واحد ! أذى نفسي! اكتئاب! أحيانا تصل للانتحار!
ولكن هناك رد فعل اّخر أراه المنتشر الاّن والذي يجب أن ينتشر أكثر و أكثر وهو الاستمرار والتمسك بقراراتنا لأقصى حد..من قال أنني سأتبع حمية غذائية شاقة لأنك تري أنني "تخنت" ولازم أخس! من قال أنني سأتزوج في التو و اللحظة فقط لأنك تري أن هذا الوقت المناسب؟! من قال أنني سأرتدي الحجاب فورًا و أندم و أتقدم بطلبي الغفران والسماح فقط لأنك تدخلتي بكلماتك السامة ونصائحك "الملزقة" ؟! من قال أنني سأنجب أطفال من الأساس أو "أخاوي" أطفالي لأنك تري أن هذه سنة الحياة وأن هذا المفروض ؟! ؟!
الثقة التامة بأنفسنا والتمسك بقراراتنا الخاصة، التمسك بمساحتنا الشخصية، التمسك برغباتنا التي لا تضر ولا تفيد غيرنا هي أبسط حقوقنا في هذه الحياة البائسة ! عدم التراجع عن قناعاتنا الخاصة لصالح أيًا من يكون هو السلاح الأقوى والأعنف للرد على كل "الحشريين" الذين يقتحمون حياتنا بدون "إحم ولا دستور". لا تسمحي لهم بابتسامة النصر حينما تعدلي عن قرارك لصالحهم! لا تسمحي لهم "بمصمصة الشفايف" عندما تكتئبي او-لا قدر الله- تتخلصي من حياتك نتيجة تدخلاتهم!
كوني قوية كفاية لتحديد مصيرك في أبسط ما تملكين! جسدك! شكلك! حتى ذنوبك! نحن في مجتمع "حشري" لدرجة أنهم يتدخلون حتى في ذنوبك!
الخلاصة أنهم لن يتغيروا وسيظل الحشريون متواجدون حولنا ينخرون في مشاعرنا ونفسيتنا بسموم كلامهم وتدخلاتهم! لكن الذي يمكن أن يتغير هو أنتِ..اعندي..اتخذي قراراتك..لا تتراجعي..لا تكتئبي..لا تستسلمي..اقتلي فضولهم وجينات "الحشرية" التي تتملكهم ! فيظل هم "حشريين" يقتلهم الفضول..ونظل نحن "مكملين" مستمتعين بالحياة.
الكاتب
احكي
الأربعاء ١١ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا