أحمد سمير يكتب : من يعيش حياتك؟
الأكثر مشاهدة
بدون اطالة ومقدمات لن تفيد فى اي شئ اسمحوا لي ان اسئلكم سؤال. كم عمركم؟
كما سنة منهم قضيتموها فى الدراسة ما بين تعليم مدرسي وما بين تعليم جامعي؟
من اختار لكم المدرسة والمدرس الخصوصي وأي قسم تدخلوه، علمي كان أم أدبي؟
من الذي ضحى بماله لتدخلوا جامعة خاصة تدرسوا فيها بأحدى الكليات المرموقة لتصبحوا مثل بنت مدام فلانة أو علانة؟
اكثر من ١٦ عام يتم الاختيار لكم بإسم مسميات مختلفة منها ما يندرج تحت أسباب الخبرة الكبيرة والدراية بالأمور المختلفة، ومنها انكم غداً ستعرفون قيمة هذه القرارات التي قد أُجبرتم عليها.
وها قد أتى غداً هل تغير شئ؟ من تحمل نتيجة إخفاقكم لا قدره الله لكم؟ من عانى من إختياراتهم؟ من الذى سهر الليالي وعانى الأمرين لتجنب الفشل والإخفاق والسقوط فى دائرة محاولاتهم لفرض قرارات حياتية جديدة؟
رن هاتفي المحمول على مكالمة من صديقة تخبرني فيها بقدوم عريس صالونات وسألتها عن موعد الزيارة ونصحتها بالتفكير بعناية فى الأمر وكانت الصدمة!
الزيارة الأولى ليست للعريس ولكن لوالدته والده للتعرف على الأهل والعروسة وفى حالة تقبل كل أسرة للأخرى سيتم تحديد زيارة ثانية ليأتي العريس ويقابل الأسرة ويشاهد العروسة.
من يعيش حياتك عند إختيار الزوج؟ ومن يعيش حياتك عند إختيار العمل المناسب؟ ومن يعيش حياتك عند إرتداء الحجاب أو خلعه؟ والأهم من ذلك كله من يعيش لحظات السعادة فى حياتك ثم ينفض يده ويرفض المشاركة فى تحمل المسئولية عند فشلك؟
دعونا مما سبق كله، لنطرح سؤال جدي هل تستمتعون بحياتكم فعلاً؟ هل تشعرون فيها بأجواء مغامرة وحماسة وتحدي؟
بالطبع الإجابة لن تكون لا قاطعة أو نعم حاسمة، ولكن لنقل إن كانت إجابتك نعم بنسبة 50% فالأمر يستحق الذهاب فى جولة للكشف عن من يعيش حياتك والتخلص منه فوراً.
لا تكونوا بطل فى مسلسل قام بتأليفه وإخراجه أخرين فرضوا عليك بحسن أو بسوء نية حياة تعيشها، مرة عن طريق الإنتقاد ومرة عن طريق الإقناع وأخرى عن طريق الترغيب وممكن أن تكون بالترهيب أيضاً!.
"لو ضحكتى بصوت عالي واتكلمتى بدون تكلف هيتحكم عليكي بإنك بجحة"
"لو إتقدملك حد وسئلتيه قبل ما باباكي يسأله هيخاف منك وميجيش تاني"
"لو خلعتي حجابك الناس هتقول إنك إنحرفتي"
وغيرها وغيرها من مواقف، هل تلك الحياة التى تعيشونها هل تلك هي حياتكن حقاً!
أنا أعي جيداً أن أغلب من يقرأ هذه التدوينة يعي ويفهم جيداً ما أقوله ولكن ليس غرضى أن تكون تدوينتي لمجرد التذكرة ليس أكثر، غرضى منها ان تغلقيها وأنتى فى قلبك نية العيش فى حياتك فعلاً وطرد الدخلاء منها.
ولكي يتم ذلك علينا تجربة 5 أشياء:
-
1- ادراك حقيقة أن لكم الحق فى الإختيار.
دربوا أنفسكم بشكل يومي على تذكر أنكم خلقتم على هيئة إنسان يمتلك الإرادة الحرة والحق فى الإختيار.
الإرادة الحرة تستوجب ان يتم حمايتها ببعض الإجراءات حتى نتمكن من ممارسة حقنا فى الإختيار. ما أنت سوى إختياراتك سواء كانت صحيحة أو خاطئة، وبناء عليه إذا لم تكوني أنتي صاحبة إختيارتك إذا أنتي ليس ما أنتي عليه، بإختصار أنتي صنيعة إختيارات الأخرين وتجاربهم فى حق التقرير. -
2- البدء فوراً فى ممارسة حق الإختيار.
لا يوجد وقت مناسب لممارسة حق الإختيار. كل الأوقات مناسبة وأم كلثوم لم تشدو بفات الميعاد لتندب حظها على فوات أوان الإختيار. المسألة كلها تحتاج لقليل من الإيجابية وبعض من الإصرار للدخول فى محاولة للإختيار وتحمل مسئوليته. -
3- الإختيارات الصغيرة لا بأس بها.
جربي أن تبدئي فى ممارسة حقك فى الإختيار والتقرير عن طريق استعمالها فى الإختيارات الصغيرة، اختاري مكان خروجتك مع اصدقائك أو شريكك، اختاري مهامك الوظيفية ولا تقبلي أن يكيل أحدهم مهام زائدة خارجة عن إطار مسئولياتك، إختاري هواية منسية لكي وقومي بتنشيطها وممارستها.
إختياراتك الصغيرة تمنحك ثقة وقدرة على ممارسة حقك فى الإختيار وقت الحاجة للإختيار والتقرير فى الأمور المصيرية، نجاحك فيها يرفع من روحك المعنوية بشكل كبير. -
4- استبدال "ماذا لو" بـ "في المرة القادمة"
الماضى انتهي بكل تجاربه، وكل ما حدث فى تجاربه ليس الغرض منه أن يكون بعبع يرهبنا، بالعكس غرضه هو أن نتعلم منه وأن نستبدل "ماذا لو تكرر ما سبق" بـ "فى المرة القادمة سأحقق كذا وكذا". -
5- التركيز على "ماذا" بدلاً من "كيف"
حتى نصل للتمكن من الإختيار وممارسة إرادتنا الحرة نحتاج أن نتعرف على شخصياتنا بشكل كبير، نتعرف على إحتياجتنا وطبيعة ما نريده حقاً بدلاً من التفكير بشكل مستمر وغير كامل فى كيفية تحقيق اختيارات غير كاملة ومليئة بالغيوم، ليتم إحباطها بمبررات مكتملة الأركان.
ذكرت 5 أشياء ودعوتكم لتجربتها ولكن ما رأيكم أن نوجه الدعوة لكل من يقرأ ان يستخل مساحة التعليقات ليضع فى إقتراحات مختلفة قد تساعد فى عملية التقرير وممارسة الحق فى الإختيار؟ لا أعتقد أنهم قد يبخلوا بذلك أبداً.
إذا كان حياتكم عبارة عن فيلم كما ذكرت مسبقاً كونوا أنتم أبطالها وعامل أساسى فى كتابة السيناريو فيها وإن احتجتم لأي مساعدة فأعلموا أن هناك شخصيات فى حياتكم قد تمد يد العون ليخرج هذا العمل للنور ويلاقي تصفيق الجماهير.
وتذكروا دائماً أن الحق فى الإختيار يستحق أن نثور من أجله وكونوا على يقين أنه ليس هناك ما تخسروه غير قيودكم!
الكاتب
أحمد سمير
الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا