شريهان أشرف تكتب : إلى أحدهم
الأكثر مشاهدة
اتعلم يا عزيزي أن العالم قاس إلى أقصى الحدود فهو يسرق منا كل ما نأمن بقاؤه...
وربما سرق منا أحلامًا قبل أن يمنحنا سعادة تحقيقها فيتركنا ما بين لوعة الفقد ووجع الأحلام المبتورة يتركنا مجوفين وفارغين من كل شيء. فكلما كبرنا نوقن بأن العمر لا يتسع لكل الأحلام، فكل التفاصيل التي أجد نفسي يوميًا مجبرة على مزاولتها تأخذ من عمري الكثير ولا أحد يشعر بذلكَ سواي حين أنظر في المرآة وأرى امرأةً بائسة تفوقني عمرًا بكثير.. امرأة حفرت خسائرها كل تلك التجاعيد التي لا يراها غيرها.. امرأة أحاطت ليالي الفقد عينيها بكل ذلك السواد الذي تلمحه ويلمحونه بوضوح.. السواد الذي جعل منها باهتة وخافتة إلى هذا الحد.
عزيزي.. أنا أشعر أنني أمسيت هشة رغم كل القوة التي أبدو عليها ، فأبكي على مهل، دون صوت، ودون أن أسمح لصدري وقلبي بالاهتزاز حتى لا أثير شفقة أي كان .
أيعقل يـ عزيزي أن تكون القلوب التي كنا معها الأكثر سخاء على الإطلاق هي الأقسى والأشد تحجرا معنا ! ولكني تعلمت أيضًا انه من العَبث أن نتوقف عند مرحلة ما ودماؤنا مازالت تتحرك فينا، ومن العبث أن نسعى دون أن نبحث عن الله، وحده العظيم القادر على أن يرحمني من فقدان الشغف ومن دوام الخوف ومن صمت يحيي الأوجاع بذاكرتي .
وحده الله قادر أن يرحمني من أحلام ربما يلتهمها اليأس ومن بكاء يأتي في حضره البشر.. وحده قادر أن يجمعني بك ذات يوم مهما ضللنا الطريق. أنا الآن أتمنى لو أعيش عمرا أرى فيه بريق عينيك الذي يمدني ببريق الحياة، أريد أن أحيا وأنا مطمئنة إلى أن هناك من يقف بجانبي ويحارب معي بشاعة ذلك العالم الموحش، أريد أن أجد ما يفتح يداه لي بحب ورحمة وما زال يقاوم اليأس والجمود كلما حاول النفاذ إلى قلبه.
أجلس وحيدة الآن على شرفتي الصغيرة التي لا تطل على البحار أو الأماكن الفخمة أو حتي المناظر الطبيعية المبهرة، ولكنها تطل على الحياة التي أعيشها يوميًا، تلك الحياة التي اعطتني سحر في روحي لا أحد قادر على فك تعويذيته حتي وقتنا هذا.
قبل ساعات من استقبال عامي الجديد أرفع العتب عن الجميع.. ولا انتظر فارسًا ولا صديقا.. ولا حتي انتظر تهنئة من المقربين الذين رحلوا بكامل ارادتهم .. فروحي دائمًا قيد الحب والنقاء والحياة فمن أراد أن يكون بجانبي فهيا بنا.. ولتتذكر ي عزيزي ما أقوله دائما ولن انساه ابدًا «فكلما سافر بك العمر وباغتتك وحشة الأيام ، تذكر أن هناك في مكان ما روح تعشقك ..والله يشهد ».
الكاتب
احكي
الأربعاء ٠٩ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا