أسماء عمر تكتب : ضعف الحب المميت
الأكثر مشاهدة
(تضعف قلوبنا حين يزداد تعطشنا لمعنى الحب الحقيقى)
من منا لم يخفق قلبه للحب وشعر بكامل كيانه يتغير وكأنه يولد من جديد، وربما شعر انه شخصا اخر لم يكن يعرفه من قبل... وحينها يرى الحياه بشكلاً جديداَ مبهجا وكأنها موجات من السعادة والهدوء تغرق كيانه يتمنى إستمرارها طيل حياته....؟
من منا لم يشعر بإعصار من الألم كاد أن يهدم كيان حين شعر بأى من المشاعر السلبية كالحرمان وعدم الإهتمام، وعدم القـدرة على التفاهم والإحتواء من الطرف الأخر...وغيرها من المشاعر التى تجعلنا نشعر بالضعف العاطفى وربما الضعف الشخصى ايضا...؟
ولكن...! ماذا يعنى الضعف الفعلى فى الحب...؟؟؟
قـد يعتقـد غالبيتنا أن ذلك الضعف يكمن فيمـا يقدمة من كثرة التنازلات والتضحيات من أجل الطرف الأخر... ولكن...! هل يعقل أن يكون هناك مشاعر حقيقية ورغبه فى القرب والإستمرارية بدون وجود تلك التنازلات أو التضحيات...؟؟؟
كل من الطرفين يمتلك اختلافا جوهريا فى شخصيته وكذلك طبيعة وظـروف حياته المختلفة. ولكى يحدث الدمج بين شخصيتين وطبيعة وظروف حياتين مختلفتين فإن ذلك يتطلب من كلاهما بعض التنازلات وربما تضحيات من أجل إستمرار العلاقة وإستقراراها، من أجل أن يحافظ على من أحب ويمنحة الشعور بالإهتمام والأمان.
وطبيعة التنازلات والتضحيات لا تتمثل مطلقا فى التنازل عن أحد أهدافنا وطوحاتنا، أو علاقتنا ببعض الأشخاص، أو بعض الأشياء المادية التى يمكن تعويضها فيما بعد، أو حتى التضحية بى أمور وأشياء لم تكن ذات أهمية ملحة أو تأثيرا كبيرا على كلاهما. ولكن...! أيـن هـو الضعف تحديدا...؟؟؟
(ان الضعف الفعلى يمكن فى نوعية المنح ودراجاتها المختلفة التى يمنحها كلاهما للأخـر)؛ فهو يحدث حين نمنح بطريقة خاطئة ، حين نغمض اعيننا ونتنازل حقوقنا ومشاعرنا البدهية التى لا نستطيع ان نحى أسوياء دونها.
يحدث حين نمنح أكثر مما ينبغى، نمنح دون حدود وبلا حساب حتى فـى غياب المقابل المادى وربمـا المعنوى ايضـا. بإعتقاد خاطىء منـا بأن من يُحب لا يمنح دون أن ينتظر المقابل. ( الحب هو تبادل للمشاعر والرغبات بين الطرفين هو الإهتمام المتبادل، المشاركة المتبادلة، التنازلات المتبادلة، رغبة قرب متبادلة...الخ)
حين نحتاج للمشاركة الفكرية والعاطفية ونتنازل عنها خوفـاً من الوحدة، أو إيزاء مشاعر الشريك وربما خسارته؛ (من يُحبك سـوف يشـاركك فـى مختلف تفاصيل حياتك وهو راضياً مستمتعاً بذلك).
حين نتقبل إهـمال الطرف الأخر بشكل مستمر وبدون دافعاً قوياً وراء ذلك. ( الحب إهتمام إجبارى لا إرادى لا ينقطع حتى بعد الموت).
نضعف كثيرا حين نكتشف فى الطرف الأخر صفات لا تقبلها عقـولنا وربمـا قلوبنـا ايضاً ، أو فروق جوهرية تقلل من عدم التوافـق بين كلاهما. ونكمل العلاقة بإعتقاد خاطىء أن من يحب يتقبل حبيبة كما هو ، أو ربما للخوف من بداية علاقة جديدة. (التوافق الفكرى والعاطفى والإجتماعى دعامة أساسية لقوة الحب وإستمراره وبدون التوافـق يضعف الحب تدريجياً وربما يتلاشى) والدليل على ذلك العديد من قصص الحب العنيفة التى تنتهى بالإنفصال والفشل لعدم قدرة الطرفين على فهم وإحتواء الأخر.
نضعف حين لا نمتلك القدرة على الحديث والبوح بما بداخلنا للشريك خوفاً من ردود افعالة وربما فقدانه. ( الحب ود وحميمية ودائما يمتلك علاقة صداقة لا تنتهى ابدا).
نضعف حين لا يمنعنا الحب من إرتكاب المزيد من الأخطاء كالكذب والخيانة...وغيرها. ولا يجعلنـا نقـلل من عيوبنا ( الحب يجعلنـا قـدسيـن أنقياء ويقودنـا تدريجياً نحو المثالية والكمال)
نضعف حين نمنح الشريك ما ليس من حقه فى الوقت الحالى بدافع إرضائة والخوف من فقدانه، مثل بعض التجاوزات التى تحدث بين بعض المحبين دون زواج. ( من يحبك سيحميك حتى من نفسه وسيدفعك دائماً لفعل الصواب).
الحقيقـة من يضعفنا فى غالبية الأوقات ليس الطرف الأخر كما نعتقد ، وإنما نحن من نضعف أنفسنا حين نجهل وربما نتجاهل طبيعة العلاقة وما يجب ان نمنحه وما علينا أخذه وعدم التنازل عنه. حين نجهل طبيعتنا وحقوقنا وواجباتنا والطريقة الصحيحة والمثلى للحصول عليها ومنحها.
ولنتذكر جميعاً ( أن الحب يوجد فى حيـاتنا ليجعلنا سعداء هـادئين مطمئنين أصحاء ، الحب يجعلنا نولد من جديد ويجدد أرواحنا وجميع خلايا جسـدنا) وما يخالف ذلك لن يكون حباً حقيقياً، وإنما هـو شيئـاً أخر...! فلا داعى له.
الكاتب
احكي
الإثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا