رانيا صلاح الدين تكتب : الى متى ؟!!!
الأكثر مشاهدة
لا اعرف الى متى سأبقى بهذه الحاله..
حالةٌ رماديه لا معنى لها، الحياه تمر من حولي وكأني خارجها.. الكل يتغير وتتغير اوضاعهُ لا اعرف ان كان لتغير الاوضاع يد في تغيرهم ام انها طبيعة الانسان الحياه اصبحت بلا طعم او لون او حتى رائحة ، ليس هناك سبب للحياة ولا هدفٌ أو مغزى منها الايام تمر تغير بشكلى وتفشل ان تغير بطبعي على الرغم من حاجتى لتغيير!
في احد الايام لا اذكر ايهم استيقظت على واقع اننى كبرت وان كل احلامي اصبحت لا تناسبني لم احققها في وقتها المناسب احلام كان انسب وقت لها سن المراهقة ، احلام بالحب و بفارس الاحلام والتى تصدقها المراهقات نتيجة جهلهن بالواقع فاما انا وبعد ان صدمت به فلا يجب ان احلم بها، فاتنى وقتها والوقت لايعود احلام الشباب في سن الجامعه بالسفر والاستكشاف والتي لا يعكرها الاحساس بالمسئوليه ليؤرق من يحلم بها ويمنعه من العفويه والانطلاق..
هي اشياءٌ لم تعد بداخلي من زمن طويل حتى انى نسيتها في طيات الايام المارة على والمحملة بثقل المسؤلية التي اتت دون اختيارٍ منى لها والتي وجدت نفسي مضطره لقبولها ضاقت بي الدنيا بوسعها واصبح الصمت يخيم على الحياه لم يعد هناك مايقال حتى لاقرب الاصدقاء...
هناك صديق قال لي في يوم من الايام اني من امهر الاشخاص واقدرهم على وصف مشاعر هو يحسها ولا يجد الكلمات ليعبر عنها وذلك عندما كنت احاول ان اشرح له انى على علم بحاله..
هو لم يفهم وقتها اني لا املك سوى الكلمات وهذه ليست مهارةٌ منى ولكنها جزء من واقعي المفروض علي! لقد اضطررت لان اقضي ساعاتٌ طوال في القراءه والتي كانت في بعض الاحيان لبعض الكتب التي لا تستهويني لاحساسي بعدم وجود قيمة لوقتي او لاحساسي بحاجتى لكي انتمي الى شيءً ما او لبعض الاشخاص كمجموعه الاصدقاء القرائين مثلاً حتى اعرف ان اتحاور معهم وفي بعض الاحيان الاخري كنت اقرأ لكي اثبت اني قادره على الاطلاع ولست خاويه او تافهه او حتى كما يصفني ابواى بالرقيقه لان الرقه في عرف مجتمعنا هي ان تكون البنت خاويه التفكير وتكون عند حسن ظن الاباء والامهات والمعتقدات الثابته في اذهانهم ، فيما بعد اصبحت المصطلحات التي يصعب على البعض صياغتها سهله وتتبادر للذهن من اول لحظه امامي فاصبحت القادرة على وصف احساس الاخرين! في بعض الاحيان استنكر على نفسي ان اقول لاحد مايدور بداخلي وذلك حتى لا يصفوني بملكة الدراما او بمن تهوا العيش في دور الضحية!!
مع العلم اني في كثير من الاحيان لا اجيد دور الضحيه ومن الممكن جداً ان تجدني اتصارع مع نفسي حتى لا اظهر تعباً ألم بي او أري اي شخص لحظات ضعفي لاني تعلمت ان اكون وحدي! فرضت علي الوحدة كما فرضت علي المسؤلية والعجيب فالمسئلة ان الناس تستنكرني جداً اذا قلت اننى وحيدة! وكيف لا اكون وحيدة؟ نعم اعيش مع ابي وامي واحبهما كثيراً ولكن لغه التواصل بيننا تكاد تكون منعدمة! كنت اسمع عن الخرس الزوجي واتسائل لماذا يحدث وكيف يصل الانسان لهذه المرحله، والان عرفت! نعم لم اتزوج بعد لكن حاله الخرس التي تصيبني في بيتي اعتقد انها مشابهه لهذا الخرس الزوجي.
نعم انا لا اتحدث فالبيت الا للضروره وهذا ماتوصلت اليه كواحدة من اكثر طرق للتأقلم والراحه التي يجب علي ان اتبعها!..
فحينما يغيب عن المشهد التواصل السليم يصبح اي حديث ولو بسيط بيني وبين اهلى له نهاية حتمية وهي الخلاف والخطأ! في بعض الاحيان احاول الهروب الى ملاذي الاخير وهو النوم لاجده مجافيني تماماً رافضاً ان يريحني من هذا الواقع !.. رأسي ترفض الاستماع الى وتركي وشأني ..
تستمر في جلدي على اتفه المواقف! عندما ارغب في الخروج من هذه الحالة اتواصل مع اصدقائي حتى نتقابل ولكن في كثير من الاحيان اجدها غير مجدية فكلنا نحس بنفس المشاعر ونواجه نفس الصعوبات فنحن جيل مظلوم في كل شيء والحمدلله، المشكله انك حين تشكو مابك لانسان اخر سليم يكون للجلسة مغزى وهدف وهو ايجاد حل لما انت فيه ولكن في حالتي انا واصدقائي اجدها تتحول الى جلسه من جلسات الفضفضه والبكاء الجماعي ! صحيح انها ممكن ان تلهيك عن واقعك بدخولك في تفاصيل مشاكل الاخرين ومن المحتمل انك ستحس بتحسن لحظي بعدها ولكن كل هذا سينتهي بانتهاء الجلسه ورجوعك لواقعك، والحقيقه انني لا اجيد الطبطبه على نفسي، ولكن اجيد الطبطبه على الاخرين مما يجعلني مناسبة جداً لهذه الجلسات مما يزيد الامر سوءً بعد العودة منها وذلك من كم المشاكل التي اسمعها من اصدقائى فانا لا اجيد التجرد والانفصال عن حالة حاكي المشكله وخاصة اننا نشتكر في معظم التفاصيل باختلاف الاشخاص ولكني لا اقدر ان ارفض سماعهم لانهم كثيراً مايسمعوني بالمثل، الغريب ان هناك بعض هؤلاء الاصدقاء يجدون معاناتي النفسية شيء لا يستحق هذا التعب الظاهر على!! وفي بعض الاحيان يصفوني بالكئيبة او بملكة الدراما!
اعترف باني جرحت في اوقات كثيرة من هذا الكلام وذلك لافتراضي ان من واجه نفس مشكلتك هو اكثر انسان قادر على الاحساس بك فكيف ينكرون احساسي هذا وهو ما يمروا به ويواجهونه؟؟
الآن بدات اعتاد الامر اسوء ما قد يحدث لك هو ان تعتاد الالم النفسي والمعاناة!
يارب اسالك عدم الاعتياد على هذا الوضع واسالك القوة والقدرة على كتمانه حتى لا انكسر امام اعين الاقربين كما اسألك الرحمة من احساسي الدائم بأنى المسئولة عنه! فرج قريب يارب
الكاتب
احكي
الأربعاء ٢٦ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا