سارة سعيد تكتب : الأمومة... نهاية عصر الفراشات
الأكثر مشاهدة
فى إحدي مكالماتنا قالت لي "انتي مشكلتك انك لسه عايشة فى عصر الفراشات" .
كلام صاحبتي كان معناه ان توقعاتك للحياة الزوجية و انتي لسة فى الكلية ومرتبطة أو مخطوبة لواحد بتحبيه حاجة، و إستكمال التوقعات دي بعد الزواج و ما يعقبه من شقاء فى مثل هذه البلاد حاجة تانية تكاد تؤدي الي كارثة لا يحتمل أحد عقباها الا أنا.
وكأن الزواج والخلفة ومسئوليتهم تأتي بما لا يفرق بين الزواج عن حب والزواج بالعقل أو الصالونات كما أسموه دائما. لكن وجدتني ورغم اختلاف منظوري للزواج بعد تطبيقه أرفض بكل المقاييس الإعتراف بمثل هذه المنطقيات،فالحب يعطي نكهة أخري للحياة و المسئولية، فالزواج عن حب يقع محل القرفة التي تخفف المذاق اللازع لكوب الجنزبيل الذي اخترت أن تشربه بملأ إرادتك واقتاعك بفوائده ومزاياه إذن فالأزمة هنا تأتي فى كونك أم وما يرتبط بهذه الحالة من تضحية تجعلك تعيشين ما أطلقت عليه العصر المظلم لكونك بنت رايقة وفايقة وفاضية وهاديه ( نوعا ما يعني) كنت اظن في عصري السالف أن التضحية و ما يرتبط بها من مبالغات لغوية وعاطفية ما هي الا مفرد سينمائي بالغ القدم الغرض منه تعظيم فعل الأمومة لكن إتضح لي أنا علي الأقل أنه صفة فعلا هائلة ،
فوقتما أصبحتي أم ضحيتي..بنفسك قبل وأكثر من أي شىء وكأن مقدار الحب الذي يولد مع طفلك ويزيد مع سنواته يزن من ميزان آخر وهو التضحية التي تصل فى أحيان كثيرة الي كره نفسك قدر حب طفلك تكرهي تحولك الي هذا الكائن المستيقظ أغلب الوقت، عصبي ،شاكي،و باكي لعدم قدرته علي تحمل مسئولية طفل كل تصرفاتة تربك حياتك بينما هي التصرفات الطبيعية لنشأته هو.
تشعرين دوما أنك مقصرة فى حقه،فتعطي وتهتمي الي ما لا نهاية فتكتشفي أنك تقصري فى حق نفسك . فلا أظن ان الإنصهار الكامل فى دور الأم دون الرجوع الكثير الي كونك قبل الأمومة هو شىء صحي،بالعكس فستأتي العاصفة لا محال كلما قيدتي نفسك فى هذا الدور فقط ولكنها ستأتي معبأة بأتربة نفسية متراكمة يصحبها شعور بمرور سحري لاشعورى بالشهور والسنوات.
تطير الفراشات وتحلق بعيدا حقا حين تدرك وجودها فى حرم الأمومة حين تقتسمي مع من أحببت مسئولية شخص آخر غيركم فيصبح هو المحور شئتم أم أبيتم و تؤثر مسئوليته علي علاقتكم بالشىء القليل أو الكثير. انه شيء نسبي ككل ما يتعلق بالحب يعود الي مدي تمسكك ب (إنتي) القديمة الأصلية أو تناسيها تماما و إجهاضها مع مولد طفلك أدركت بعد عشرات الشهور من الزواج انه إذا اخترتي الانخراط الكامل فى الأمومة اذا فقد أتيت علي كل أحلامك الرومانسية التي لم تلبث أن تدرك واقعها وتعيش أنجازاتها.
فقدر ما هو عظيم احساسك بنعمة البنون وهي المعجزة التي لا تقدر بثمن قدر ما هو عظيم حفاظك علي ثمرة نفسك و عدم تركها للذبول ، حفاظك علي نظرة ثقتك بنفسك فى المرأة ونظرة انبهار و اشتياق حبيبك لك فلا تأتي عليكم السنوات فتغير ملامح حبكم فتنشئي طفل تتحملي أنتي قرارك بمسئولية وجوده .. فكوني أنتي يصح هو
الكاتب
احكي
الأربعاء ٠٣ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا