حكاية ”كارمن” الغجرية و ”جوزي” الشرطي
الأكثر مشاهدة
الغجرية الحسناء عاشقة للحرية دونما أي قيود، صاحبة الشخصية المتقلبة "المودية"، بملابسها الجريئة وحركاتها الرشيقة تخطف أنظار الرجال، وبشخصيتها المزاجية توقعهم في حبها تارة وتتركهم تارة أخرى، من الممكن أن تذكرنا بالفراشة وتنقلاتها بين الورود، لكنه هو "دون جوزي" أراد حبسها وأسر جناحيها الرقيقين ليستمتع بألوان طيفها له وحده، ترك حياته كشرطي وأصبح لصيقًا لها فتمردت، أصبح قيدًا لها، فدافعت عن حريتها وهجرته لأجل مصارع ثيران "إسكاميلو"، فجن جنون سجانها فقتلها ودفعت ثمن الحرية من دماءها.
"كارمن" عاشقة الحرية أدركت النور عام 1846من خيال الكاتب الفرنسي بروسبير مريميه، وتحولت لعرض أوبرا على يد جورج بيزيه 1875، حين طلب منه تأليف أوبرا جديدة تكافأ بها الفضيلة، فوقع اختياره على "كارمن" الغجرية، ولم يلقى العرض الأول نجاح يذكر رغم عرضها مرارًا بعد ذلك إلى حد 37 مرة في الثلاث الشهور اللاحقة للافتتاحيه، وتعرضت لنقد شديد فلم يكن مقبولًا آنذاك أن تدخن النساء السجائر أو تشترتك في معارك جسدية – حيث طعنت كارمن زميلة لها ما جعلها ملاحقة من الشرطي "جوزي" فأغوته ليتركها- أو يعشن حرية جنسية، ولم تشفع النهاية الدراماية للأوبرا، فأصاب بيزيه خيبة أمل شديدة جراء فشلها، ولسوء الحظ لم يعش حتى يرى ما تنبأ به "تشايكوفسكي" أنها ستكون من أشهر المسرحيات الأوبرالية بعد ذلك
الكاتب
نيرة حشمت
الإثنين ٢١ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا