إنتِ أحلى ولا بنات الإعلانات
الأكثر مشاهدة
لأعوام طويلة كان عالم الموضة شديد القسوة في معايير اختيار نجومه، وكلما زادت التكنولوجيا أكثر، زادت مثالية التفاصيل ومثالية الأجساد التي يتم اختيارها لتتصدر المشهد وتعرض الموضة، وزادت أكثر الفجوة بين الجسد المثالي للعارضات، والجسد العادي والذي تمتلكه أكثرية النساء في العالم، مما تسبب في ظهور عدم الرضا عن النفس ومشكلات أخرى كبيرة بين فتيات الأجيال الحالية.
خلال الأعوام الأخيرة، تلقى عالم الموضة هجمات شرسة بهذا الشأن، مما جعل القائمين على مشروعات الأزياء، يتعمدون شمول أنواع أكثر من الأجسام في عروضهم، بدأوا بالسمراء ثم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخيرًا العام الماضي ظهرت صاحبات الوشوم والتاتتو على كامل الجسد، والمتحولات جنسيًا، كما كان الظهور الأول لصاحبات الوزن الزائد عن المثالي.
مصطلح الـ +Size:
ظهر مصطلح العارضة ""+Size لأول مرة في 1990، وكان لعارضة تدعى إيمي، عندما تم اختيارها لتظهر على غلاف مجلة رياضية في أستراليا، الأمر الذي كان يعد انتصارًا للسيدات صاحبات الوزن فوق المثالي في ذلك الوقت، أن يُنظر إليها كجميلة تستحق الظهور على غلاف مجلة.
تختلف العارضة ذات الوزن غير المثالي عن غيرها، فهي لا تظهر على الأغلفة من الطريق الطبيعي الذي تسلكه العارضة النحيلة، حيث وجدن أغلبهن طريقهن للشهرة عبر الإنترنت، تبدأ الفتاة "البدينة" المهتمة بالموضة مدونة تنشر فيها نصائحها وأرائها، وبعد أن تشتهر، تبدأ الماركات الشهيرة في شراء ترشيحها لهم، وهكذا حتى تجدها بين العارضات النحيلات في عرض أزياء فيكتوريا سيكريت العام الماضي.
لطالما كان الانترنت هو مساحة تعبير هذه الفئة من العارضات عن اعتراضهن على خطوط الموضة التي لا تناسب إلا نوعًا واحدًا من الفتيات، النحيلة البيضاء الطويلة ذات الشعر الرائع، أقمن العديد من جلسات التصوير مرتدين مايوهات ولانجيري وفساتين من أكبر الماركات العالمية، ليقلدن الدعاية المصورة الأصلية، وربحن بمجهودهن الانتباه المطلوب، ليجبرن أصحاب هذه الشركات على شمول نوعيات مختلفة من الأجسام في تصميماتهم وعروضهم.
تاريخ الفرق بين وزن السيدة العادية والعارضة:
في تقرير نشرته مجلة Plus model mag، أدانت المجلة الصورة الظالمة وغير الحقيقية التي ترسمها الدعاية والإعلانات عن الجسد المثالي، وكيف تدفع الفتيات لتجويع أنفسهن ليضاهين صور الإعلانات التي تم تعديلها بالفوتوشوب لتبدو بهذه المثالية، كما نشر التقرير بعض الإحصائيات عن الفرق بين أوزان النساء العاديات والعارضات خلال 20 عام مضى.
- منذ عشرين عامًا مضت، كان العارضة أنحف من السيدة العادية بـ 8% فقط، النسبة التي ارتفعت الآن إلى 23%.
- 50% من السيدات في العالم يرتدين قياس 14 أو أكبر، وهو القياس الذي يصنف "بدينًا" في عالم الموضة، وتأخذ عارضاته لقت الـ+Size.
هل هذه دعاية للسمنة؟
وعلى الناحية الأخرى، هناك من يحمل عارضات الـ+ Size ذنب الترويج للبدانة والسمنة، وتبرير الوزن الزائد الضار بالصحة، ودفع الفتيات لتناول الطعام غير الصحي واتباع نظام حياتي مضر، طالما أن هناك من يحتفل بالسمنة ويعتبرها جمالًا.
حيث حذرت دراسة أجرتها جامعة سيمون الكندية، ماركات مستحضرات التجميل والملابس التي تستخدم العارضات الواقعيات الوزن في دعايتها، أنها تروج بشكل غير مباشر للسلوك غير الصحي في الطعام لدى السيدات.
نفس هذه النوعية من الهجوم تلقتها مسابقة "ملكة جمال الباكبوظات" التي أقيمت في مصر خلال العامين الماضيين، والتي تعد من الحركات النسوية المصرية القليلة في مجال تقبل أنواع مختلفة للأجسام.
حيث تتبع كل محاولة من محاولات تقبل اختلاف الأجسام، والألوان، ونوعيات البشر من مثليين ومتحولين،بهجوم مضاد يرى في التقبل دعاية لنشر فكر معين.
2015 عام الانتصارات و2016 عام الهزائم:
بعد اختيار العارضة "آشلي جرهام" كأول عارضة +Size تظهر على غلاف مجلة رياضية، وطرحها أول مجموعة أزياء خاصة بها ومن تصميمها في الأسواق، ثم ظهورها كأول فتاة +Size بطلة لكليب رومانسي أمام المطرب "جو جوناس"، ظن الجميع أن انتصارات 2015 تتوالى هذا العام، إلا أن تقريرًا عن عالم الموضة، أظهر العكس.
- ذكر التقرير الذي نشرته The fashion spot، أن 78% من العارضات الآتي تم اختيارهن في عروض هذا العام كن بيضاوات ونحيلات "مثاليات".
- بينما تم اختيار 1.4 % فقط من العارضات بأوزان واقعية أو فوق مثالية.
- وتم اختيار أقل من 8% من العارضات من الأمريكان الأفارقة "سمراوات".
واستكمل التقرير الأرقام التفصيلية للأعراق الأخرى التي تم اختيارها، فيما وصفته المجلة خيبة أمل كبيرة بعد عام ناجح في تقبل كل أنواع الأجسام مثل 2015.
الكاتب
ندى محسن
الخميس ٢٦ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا