”ولّعت كتير.. خلّصت الكبريتة” وصلة من توبيخ رجل لنفسه
الأكثر مشاهدة
"عم بحكي رد عليي
وبس تحكي اتطلّع فيي
إذا فكرك قوي.. يا فهلوي
منّك بـ هالقويّة
ولا يومًا رح بتصير"
هل يصدّق أن تلك الكلمات كتبها رجل، من الشرق؟.. في الحقيقة هو رجل، وشرقي أيضًا لكنه مختلف منذ الطفولة، فكان أمر طبيعي أن يكبر رجلًا مختلفًا.. "زياد رحباني" الغني عن التعريف، فهو ومن قبل دخوله عالم الفن باسمه كان يعرف بابن فيروز وعاصي الرحباني، حتى استقل بنفسه، وموسيقاه الغريبة عن المدرسة الرحبانيّة.
كتب زياد أغنية "ولّعت كتير ضمن أغنيات ألبوم "الموندوز"، وغنّتها "سلمى مصفّى" صاحبة الصوت المميز الذي ارتبط بموسيقى زياد، ولكن تلك الأغنية لاقت نجاحًا كبير، فبعد أن غنّتها سلمى، غنتها الكثير من المطربات، وتم تداول موسيقاها في وسط الإعلانات، فينجح المنتج المعلن عنه بسبب نجاح الأغنيّة.
"ولّعت كتير.. خلّصت الكبريتة
لا إنت الزير.. لا إني نفرتيتي
من فضلك تبقى لمّا بتيجي المي
خلّي المي
توصّل ع التتخيتة" التتخيتة هي مخزن في البيت يبنى فوق غرف المنازل
وراء هذه الكلمات قصة حب، فالمعروف عن زياد أنه يكتب أغنياته من واقع تجاربه التي في الأغلب هي تجارب مأساويّة، يسخر من الأوضاع الاجتماعية والسياسيّة بطريقة يراها البعض "فظة" حتى عندما سخر من نفسه في تلك الأغنية لم يتخل عن فظاظة كلماته.. نعم تلك الأغنية تتحدث عن رجل مستهتر، وهذا الرجل هو زياد الذى وصف نفسه بـ "وقح وجلخ".
هذه الأغنية كانت بمثابة محاكاة لعلاقة زياد بالممثلة اللبنانية "كارمن لبُس"، بكل تفاصيلها الدقيقة، تلك العلاقة التي امتدت إلى 15 عامًا، وانتهت بفشل، تصف كلمات الأغنية أسبابه الدقيقة.
"قل لي كيف إنو ممكن تسكن بنت.. عندك إنت.. قل لي شو بتعمل لها؟!"
كتب زياد هذه الكلمات في لحظة تصالح مع النفس، فقد كان معترفًا بفشله في علاقته بـ "كارمن" للدرجة التي دفعته يقول: "كارمن كان لديها كل الحق لهجري، طوال الفترة التي عشتها مع كارمن، كنت أعدها بأن هذا الوضع، المكان الذي نعيش فيه، الحي، الشقة، الغموض والتشويش في حياتنا، كلها أشياء مؤقتة، وأني سأحاول إصلاح الوضع بأكمله"
جاء وصف زياد لمشاكل معظم البيوت العربيّة في هذه الأغنية، ولكن بطريقة تسخر من الرجال على لسان حبيباتهم، أولئك الرجال الذين يسهل عليهم قطع الوعود دون النظر لضرورة تنفيذها، أو التفكير في أحوال شريكاتهم، ولأن زياد عبقري مجنون، ظهر جنونه في هذه الأغنية أثناء وصفه للرجال -وهو معهم.. بل على رأسهم-، بطريقة لا يتقبلها رجال غيره، ولكن أراد زياد أن يحرر المرأة من قيود تلك العلاقات البائسة، ويجعلها تخرج عن هيمنة الرجل، حتى لو كان هو نفسه أحد الرجال الذين تسببوا في فشل علاقة.
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا