حول أغنية No, Woman, No cry .. شائعات، وحقائق، وموقف إنساني
الأكثر مشاهدة
من منا لم يتراقص على ألحان "الريجي" التي ذاع صيتها بعد أن اتخذها العظيم "بوب مارلي" مذهبًا غنائيًا له.. وإذا ذكرنا بوب مارلي لا بد من ذكر أغنية No woman no cry .. تلك الأغنية الشهيرة، والمظلومة فى آن واحد.
اشتهرت أغنية No, Woman, No cry بشكل كبير وارتبطت باسم بوب مارلي حتى وقتنا هذا، لكن ظلمتها اللهجة الجامايكية -التي يتحدثها بوب مارلي-
ظن معظم من سمعوها ورددوها من بعده أنه يتحدث عن رجل يضيق خلقه بوجود النساء في حياته، للدرجة التي جعلته يقول "لا نساء، لا بكاء"، وفي الحقيقة هو يقول بلهجته الجامايكية الإنجليزية Nuh cry والمقصود بها Don't cry أي "لا تبكي يا امرأة".
الأغنية تتحدث عن المهمشين بسبب التفريق العرقي، بالتحديد عن أولئك الذين ينشئون في مجتمعات "الغيتو" والتي جاء منها بوب مارلي.
ربما وجّه بوب مارلي كلمات الأغنية لزوجته "ريتا" تلك المرأة التي تحمّلت معاناة كثيرة في مشوارها معه، فكما جاء في بعض الوثائقيات عن بوب مارلي أن ريتا زوجته كانت توقظه من بين أحضان النساء قبل مواعيد حفلاته حتى يستعد جيدًا لها.
قالت "ريتا" عن كلمات الأغنية في كتابها الذي يحمل عنوانه اسم الأغنية، أن الأغنية تتحدث عن شاب يستعد للرحيل من الغيتو في كينغستون -عاصمة جامايكا- ، وهو إذ يرحل فإنه يعزي أخته أو قريبته أو لعلها حبيبته، فهو يغير وصفها في كل مقطع، فمرة يناديها "أختاه الصغيرة"، ويخاطبها قائلا لا تبكي الأمور ستكون على ما يرام، لتتغير إلى مستقبل مشرق.
ربما رحلة مارلي التي يقصدها في هذه الأغنية، هي رحلته الموسيقيّة، ويحاول تهدئة حبيبته عند مضيّه في تلك الرحلة، فقال
In this great future
You can't forget your past
So dry your tears
ويفسر أيضًا عشاق بوب مارلي هذه الكلمات من منظور آخر، فيقولون أن مارلي يقصد أفريقيا، تلك القارة المنكوبة، وأن المستقبل مشرق بالنسبة لها، وتلك التفسيرات انطلقت من مذهب بوب مارلي الذي يعتنقه "الراستفاريّة" ذلك المذهب الذي يعتقد متّبعوه في حكم إلههم "هيلا سيلالي" لقارة أفريقيا.
اختلفت الآراء حول تأويل معاني تلك الكلمات، لكن اتفق الجميع على الموقف الإنساني الشهير الذي ارتبطت به الأغنية، حيث أنسب مارلي كتابة الأغنية وتلحينها إلى "فنسنت فورد" ذلك الرجل الذي أطعم بوب مارلي في مطعمه بدون مقابل مادّي عندما ذهب له أول مرة وهو جائع ولا يملك أموال، والآن كل عائدات تلك الأغنية حتى وقتنا هذا تذهب إلى ذلك الصديق الذي لم ينسَ معروفه، الرائع "بوب مارلي".
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الإثنين ١١ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا