”آيس كريم في جليم” الذي شكّل خطًا موازيًا لأحلامنا
الأكثر مشاهدة
إن كنتِ من مواليد فترة ما قبل التسعينات وعاصرتي "الكاسيت" والـ "ووك مان"، فبالتأكيد سيتملكك شعور الحنين لشتاء 1995 بمجرد سماعك مقطع واحد من تلك الأغنيات..
"الناس حاسين بالبرد
وفي قلبي ده شم نسيم"
فيلم جيل التسعينات "آيس كريم في جليم" الفريد تمامًا مثل اسمه، الذي رفع شعار الأحلام الضائعة ، فكان الفيلم الأول في تاريخ السينما الذي خرج عن مطالب السوق وقتها، ليجسد صوت لجيل الشباب بأغنياته الغريبة، فقد تضمن الفيلم أغاني ألبوم حمل اسم الفيلم ذاته، ألبوم "آيس كريم في جليم"
مثل الفيلم الجيل وأحلامه بشكل كبير، فقد كانت شخصية "سيف" التي جسدها الفنان "عمرو دياب" بمثابة الشخص الذي يحلم ويسعى لتحقيق حلمه المختلف عن أحلام القطيع، وكان "عم زرياب" هو الأب الروحي لهذا الحلم، أما عن "زيكو" المنتج الجشع فهو عوائق هذا الحلم.
"هتمرد ع الوضع الحالي
مش هسهر في هواكي ليالي"
التمرد هي كلمة السر للألبوم، فقد كان بمثابة أول ألبوم "أندرجراوند" يخرج للأسواق في هذا الوقت، لم يفهمه كل الناس، ولم يعجب به الجميع، كأن تخطو خطوات غريبة عن المعتادة، وتقف وحيدًا لا يشبهك أحد، فتسأل "متى الوصول؟"، ثم تقطع شوطًا آخر في رحلة تحقيق الحلم، لتقف مرة أخرى وتسأل "إلى أين؟".. جسد الفيلم وأغنياته هذه الرحلة المرهقة بعقباتها، رحلة التمرد على الأوضاع للوصول إلى شئ يرفضه من حولك.
"وعبد الله رشدي المحامي القدير
بيرفع قضية في باب الوزير
على عم فكري.. بتاع البليلة
عشان مرة زعق بصوته الجهير"
النظرة الأولى بعد سماع تلك الكلمات تعبر عن الاستغراب، لكن وبمجرد سماع اسم "مدحت العدل" تزول علامات التعجب، مدحت العدل المعروف بكلماته الغير عادية، ليشكل الفيلم خليط من المبدعين الخارجين عن المألوف.
"انا حر إني أطير وأرفرف
كلّي تحدي وشوق وحياة
فـ شارعكو القاسي المتزخرف
أو في شارعنا.. انا هصرخ لا"
كسر الحواجز خطوة جريئة، كلنا نخشى عقبات الوصول إليها، رغم سعينا الدائم نحو ما ورائها، أما عن "سيف" فقرر أن يأخذ تلك الخطوة بعد أن تعرف على الشاعر اليساري "نور" ليعرفه على الملحن "زرياب"، ويسلك مسلك جديد، وغريب عن المعتاد.
"بس انت تغني واحنا معاك"
وصل "سيف" لأولى خطواته بعد كسره للحواجز التي حاوطت حلمه، بقرار البعد عن حبيبته المستغلّة، ورفضه لمطالب سوق الكاسيت الذي لا يفرق شئ عن حبيبته، واختياره للغناء مع فرقته على شاطئ "جليم"
مسقط رأسه، ومحل ميلاد أحلامه، و كذلك ميلاد حبه الأخير "آية" بنت عم زرياب.
الكاتب
أمينة صلاح الدين
الثلاثاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا