جمهور كوكب الشرق..اللذة من فرط الطرب
الأكثر مشاهدة
"عظمة على عظمة ياست"، من أشهر الجمل التي تفوه بها "سميعة" كوكب الشرق، ولقب صاحب هذه الكلمات بـ"مجنون أم كلثوم"، فكان يأتي الحاج "سعيد الطحان" من محافظة الغربية التي تبعد عن العاصة فيما يقرب من ساعتين كل حفلات الست، وعلى غرار الرجل المتيم بصاحبة العصمة كان يوجد الآلاف، وكلِ له طريقته في التعبير عن حبه لكوكب الشرق، وسيتم ألقاء الضوء على أنواع جمهور الست حسبما وصفته وجاء في كتاب "مذكرات الآنسة أم كلثوم" للصحفي والكاتب "محمد شعير".
جاء على لسان أم كلثوم "على مر الأيام والحفلات صرت أجد لذة كبيرة في الوقوف أمام الجماهير، وانقلب الأمر فأصبحت أشعر وكأنني مدرسة، والمستمعين هم التلاميذ"، وصنفت جمهورها الذي كان ينتمي إلى الطبقة البرجوازية الوسطى كالتالي:
الرمبو
شخص رقيق يضع يده على خده ثم يستمع أليها في شرود عميق، وبين كل مقطع وآخر يرتفع صدره وينخفض في تنهيدة تعبر عن مبلغ أسا، ثم يفيق فجأة حين يسمع تصفيق المستمعين.
العاطفي
الإنسانة التي تجلس في مقعدها قبل البدء في الغناء، وعندما تكون الست في عز الأغنية تخرج منديلا من حقيبتها، وتجفف دموعها، وتفرح إذا كانت عبارات الأغنية مفرحة.
العصبي
يكون هادىء قبل الغناء، ثم يطرب فتهتاج أعصابه ويصيح بين كل مقطع وآخر بكلمات "أعد" و"كمان ياست"، ولا يكتفي بذلك بل يتنطط على مقعده من فرط النشوة ، ويقذف بطربوشه في الهواء.
البطانة
لا يستمع إلا الست دون أن يردد معها الأغنية، ويتمايل يمنيًا ويسارًا، ويحاول أن يمشي مع كوكب الشرق أثناء الغناء، وقالت الست في "مذكرات الآنسة"، أنها كانت تتوقف عن الغناء حتى تلاحظ رد فعله.
المهرج
يحضر الحفلات لإثارة الانتباه فقط، وينفرد عن بقية المستمعين، بأسلوبه الغريب في إبداء إعجابه، فهو لا يصفق بيده بل يأتي ومعه قطعة خشب ليدق على الأرض أو المقعد كلما انتشى طربًا.
الكاتب
سمر حسن
الأحد ٢٥ فبراير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا