نائبة من هتاف في الشارع لمقعد تحت القبة
الأكثر مشاهدة
"ارحل .. ارحل"
صوتها يتعالى بهتاف في شوارع مدينتها العتيقة "الأسكندرية"، في مظاهرة ضد النظام، تخرج سيدة عجوز لا تحملها قدميها، فتسألها لماذا خرجتي، وتكون إجابة العجوز "صوتك وصلي فنزلت".
هل كان ذلك ما حمس المهندسة الشابة لتشق طريقها للبرلمان؟
ربما.. لكنها تحكي أنها تهتم بالعمل السياسي منذ كانت طالبة في المدرسة فشاركت في العديد من الأنشطة التي لها علاقة بالصحافة والمناظرات، واستمر حبها للعمل السياسي في الجامعة، واشتركت في مسرح الجامعة تقول "ذلك ما أعطاني خبرة في التعبير عن نفسي"، ولأنها طالبة هندسة فتعاملت مع طلاب جماعة الاخوان ورأت كيف يديرون عملهم السياسي داخل الجامعات، فكونت رأيها ضدهم قبل حتى وصولهم للحكم.
تحكي مي محمود نائبة البرلمان عن حزب المصريين الأحرار وقائمة دعم مصر، عن أيام 25يناير وأنه تم حبسها هى وأخيها بواسطة أمها في المنزل خوفاً عليهم من تطور الأحداث الجارية آنذاك إلا أنها تمكنت من النزول بعد التنحي وظلت في الشارع وسط كل الأحداث الجارية حتى وصولها لبرلمان 2015، والتي لم تواجه في الوصول إليها مشكلات كونها امرأة بسبب تواجدها في الشارع مع الناس، لكن ما واجهته هي ومن أمثالها من شباب وشابات البرلمان حينما تُسأل من البعض ماذا سيقدمون وهم/هن صغار السن للبلد؟، لكن "مي" يحدوها الأمل وتثق أن الشباب و النساء في البرلمان سينجحون في تغيير نظرة الشعب المصري عن الشباب والمرأة.
عرفها التاريخ المصري كملكة وآلهة وقاضية ..الخ تنوعت أدوارها عبر القرون، وتراها "مي" رئيسة جمهورية بيتها ، هي المرأة المصرية، وهي صانعة تاريخ، وصاحبة قرار، كما اتضح من نزولها في الشارع ومساندتها لـ 25يناير وما تابعها من أحداث كبيرة خاصة فترة حكم الإخوان وتواجدها في الشارع، وهي من تعلم وتربي ، وعند شعورها بمسئوليه تجاه وطنها تفاعلت فكانت 90% من "طوابير" الاستحقاقات الديمقراطية نساء.
رغم كل ما تقدمه المرأة المصرية من تضحيات كبيرة للوطن، لكن "مي" ترى أنها ما تزال مظلومة في العديد من القوانين وخاصة قوانين الأحوال الشخصية، ولذا تنوي الاهتمام بقوانين تنصف المرأة في مصر، مثل المرأة المعيلة التي تعدت 5مليون تقريبًا وتعيل 20مواطن، وكذلك قانون التحرش يحتاج لنظرة أكثر حزمًا, لأن غالبية قضايا التحرش تكون نهايتها البراءة وذلك يدل على وجود خلل في القانون، وكذلك تهتم بالعشوائيات وتطمح لجعلها مكان يعيش فيه المواطن بكرامة، بتطوير المكان، والاهتمام بتعليمه وعلاجه.
الكاتب
نيرة حشمت
الأربعاء ٢٤ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا