حكمت الشرق ”زنوبيا” ، ملكة تدمر
الأكثر مشاهدة
، زنوبيا) او (الزباء) (ملكة سريانية) كانت ملكة تدمر (بالميرا) والشام والجزيرة)
وقد كانت زوجة لأذينة ملك تدمر المملكة الشامخة ايام عصرها في وسط سوريا، واذينة الملقب بسيد الشرق الروماني وملك الملوك، امتدت سلطته على سوريا وآسيا وكان في صراع مع الفرس وردهم على اعقابهم في فترة من التاريخ وكان الصراع قائما بين الساسانيين والرومانيين، وكان إذا خرج إلى الحرب أناب عنه الملكة (زنوبيا) لتحكم تدمر بدهاء لا مثيل له. كانت تدمر (بالميرا) مدينة تجارية تقع في وسط سوريا في بادية الشام وقد قامت بها حضارة عظيمة تميزت بفخامة مبانيها ومعابدها حيث ان المدينة نافست روما، وتحيط بها الجبال، وكانت محط قوافل التجارة قبل الميلاد ومحطه تجارية هامه على طريق الحرير
كانت الملكة زنوبيا ربة حسن وجمال فائق كانت تجيد الفروسية والصيد والقنص. وكانت ربة هيبة وجمال وكانت العظمة تلوح على محياها قوية اللحاظ ذكية في اقصى درجات الذكاء وكانت أسنانها بيضاء كاللؤلؤ وصوتها قوياً جهوراً، وجسمها كامل الكيان والابتسامات لا تفارق ثغرها، عاشت عظمة الملوك كملوك الأكاسرة وكأكبر ملكات المشرق، كانت تضع قبعة اقرب الى العمامة على رأسها وتلبس ثوباً أرجوانياً مرصعاً بالجواهر وكثيراً ماكانت تترك ذراعها مكشوفة كـالتماثيل والمنحوتات التدمرية
عندما اغتيل اذينة (عام 267 م) زوج (زنوبيا) بطريقة غامضة، تولت المُلك بإسم ابنها وهب اللات، واصبحت زنوبيا ملكة الملكات وتولت عرش المملكة وازدهرت تدمر في عهدها، وانشأت جيشا قويا فاستولت على العديد من البلدان وكانت امرأة هاجسها المجد والسلطان
وقادت الحكم والشيوخ والحروب، كما قادت أعمال الإعمار والبناء، وأكثر الآثار القائمة حتى اليوم في تدمر، يعود الفضل في تشييدها إلى هذه الملكة التي حكمت تدمر منذ اللحظة الأولى التي اعتلى فيها زوجها العرش على تدمر. فلقد كانت بذكائها وقوة شخصيتها قادرة على توجيه الحكم إلى حيث ما ترسم من مجد لتدمر ولسلطتها. وعندما اعتلت العرش كانت لا تخفي رغبتها أن تصبح يوماً إمبراطورة على روما ذاتها
وكانت زنوبيا تشرف بنفسها على عمليات التوسع والإنشاء. وتنتقل على ظهر فرسها تلبس لباس الرجال، تحكم دولتها بعين لا تنام ولا تغفل، وبعزيمة ترهب الرجال، وعلى الرغم من حجم إنجازاتها الحضارية ومن تحركاتها المجهدة، فإنها لم تنس يوماً حلمها بالتوسع في آسيا ومصر وروما، فلقد وصلت جيوشها إلى بيزنطة فيالعصر الروماني وقتلت هيراكليون قائد القصر. ثم فتحت الإسكندرية،
وكان "أورليان" يتابع انتصاراته في آسيا، حتى هدد تدمر، فكان عليه أن يقضي على تلك المرأة المناوئة لعرشه في روما، وقبل أن يغادر أنطاكية، كانت جيوش زنوبيا تجابه زحفه إلى تدمر، لقد كانت الحرب سجالاً، ولكن خصومها القابعين في حمص خذلوا جيوشها، فعادت إلى تدمر لكي يلاحقها "أورليان" ويحاصرها.
فحاولت الاستنجاد بالفرس، وذهبت متخفية لملاقاة "هرمز" ملك الفرس. وقبل أن تعبر الفرات، كانت جيوش الرومان ترصدها، فقبضوا عليها وأعادوها إلى خيمة "أورليان" الذي عاد بها إلى روما أسيرة مكبلة بأصفاد من الذهب،
أورليان وذكر "هومو "أحد المؤرخين في عصر أورليان، إن الإمبراطور عندما جرح في حربه مع زنوبيا قال: إن الشعب الروماني يتحدث بسخرية عن حرب أشنها ضد امرأة، ولكنه لا يعرف مدى قوة شخصية هذه الامرأة ومدى بسالتها
الكاتب
نورهان سمير
الخميس ٠٣ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا