في شهر المرأة.. ”فرعونة” تحكم لـ22 عام
الأكثر مشاهدة
تستيقظ الملكة على رائحة شهيّة تداعب أنفها، لم تدرك بعد مصدر الرائحة، تأخذ القرار وتفتح عيناها لتجد بجانبها الرب "آمون" متجسد لها في صورة زوجها تحتمس الأول، ليداعبها ويبلغها بأنها ستلد ابنة اسمها "حتشبسوت" وأنها ستحكم مصر....
عاشت الطفلة طفولة سعيدة في منزل طيب الأجواء، فقد كان أبوها يصطحبها معه في رحلاته، وكان يغمرها باهتمامه ورعايته، ومع بداية نضج الطفلة بدأ يعلمها بعض مقالد الحكم.
توفى تحتمس الأول وتولى تحتمس الثاني العرش بعد أن تزوجت منه حتشبسوت، وصارت "الزوجة الملكية العظمى" للملك، ومنحت لقب "من رأت الإلهين حورس وست".
انجبت الزوجة الناضجة من زوجها نفرو ومريت رع، ومع وفاة زوجها عهدت للمهندس سنموت بمهمة تربية نفرو رع، وكثيرا ما ترددت الاشاعات حول" سنموت" و"حتشبسوت" حيث كان يحشد لها طوال الوقت المؤيدين إضافة لأنه بنى لها معبدها الشهير فى الدير البحرى والذى منحته 80 لقبا وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته.
لم تتولى حتشبسوت العرش بعد وفاة زوجها فورا إلا انها قامت بزواج ابنتها من ابن زوجها من زوجته الآخرى "تحتمس الثالث" ونظرا لصغر سن العروسين، كان زواج صوري حتى نصبت نفسها وصية على العرش..
سنوات قليلة لتعلن حتشبسوت "فرعونة" مصر وتلقت في حفل التتويج (حلى رع) وهو تاج مصر العليا والسفلى واطلق عليها لقب "ماعت كارع".
وبذكاء وطموح فرعونة مصر تمكنت من تطوير مصر الفرعونية وتطوير جيشها رغم عصر السلام الذهبي الذي وفرته لأهلها، حيث اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجارى المصرى فأنشأت السفن الكبيرة واستغلتها فى النقل الداخلى لنقل المسلات التى أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون أو ارسال السفن فى بعثات للتبادل التجارى مع جيرانها، واتسم عهدها بالرفاهية فى مصر والسلام، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود.
وكما يحدث لكل الأساطير، كانت نهاية حتشبسوت غامضة وربما مروعة، فهل كان لتحتمس الثالث دخل في هذه النهاية؟ هل حاول الانتقام من هذه الملكة بعد توليه العرش، فأمر بإزالة اسمها من الوجود وتحطيم تماثيلها، ربما.. ومحتمل يكتشف علماء الاثار ما هو جديد عنها ليبلغنا بسر نهاية الفرعونة والامرأة في مصر!
الكاتب
حسناء محمد
الخميس ١٧ مارس ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا