”البارونة” التي حكمت بريطانيا ثلاث مرات
الأكثر مشاهدة
طموحة وذات شخصى قوية أو حديدية كما ستعرف بعد ذلك، ولدت في بدايات القرن العشرين، وسط خضم أحداث سياسية ومتغييرات دولية كبيرة، ولدت في الامبراطورية التي لا تغرب الشمس عنها ابدا لتعيش بعد ذلك فترات غروب عديدة لها، منذ طفولتها كانت طالبة نشيطة متفوقة تعمل على تحسين قدراتها، واحتلت مركز أفضل طالبة لأكثر من مرة، وتقدمت للحصول على منحة في أكسفورد لدراسة الكيمياء ورغم أن كاد الحظ يشاكسها ولا تحصل عليها، لكنه تراجع وحصلت عليها، وهناك في أكسفورد ترأست جمعية المحافظين، وبعد تخرجها عملت بتخصصها في الكيمياء، لكن الطموح السياسي لم يفارقها، فأنضمت لحزب المحافظين.
هي "مارجريت هيلد روبرتس"، وفي عام 1951 تزوجت من رجل الأعمال "دينيس تاتشر" لتصبح مارجريت تاتشر من أقوى النساء اللاتي مررن على المملكة المتحدة، لها العديد من القرارت التي جلبت لها معارضة قوية فقد دعت إلى تجريم المثلية الجنسية للذكور لكنها دعمت عمليات الإجهاض، وكانت ضد إلغاء الإعدام وضد تسهيل الطلاق، وأثناء توليها منصب وزيرة التربية والتعليم اضطرت رفع توزيع الحليب المجاني على الأطفال مع جعلها تحصد لقب "سارقة الحليب"، وواجهت معارضة قوية جعلتها تعود عن القرار، وعند توليها وزارة البيئة عملت على توفير عائدات الحكومة المحلية للإنتقال للنظام الضريبي النسبي.
حاصدة الألقاب المثيرة للجدل حصدت لقبها الأكثر شهرة "المرأة الحديدية" من خصومها في النظام السوفيتي بعد أن وجهت النقد الشديد لهم، ولكونها من أنصار الليبرالية الحديثة ومع السوق الحر مع العمل على حفظ حقوق العمال، رغم كونها عملت على محاربة النقابات حرب شديدة للعمل على انهاكها، ما جعل العمال في حالة حرب معها بدخول اضراب تلو اضراب لانهاك "تاتشر".
تولت منصب رئاسة الوزراء البريطانية ثلاث مرات، كانت أول سيدة والوحيدة التي تولت هذا المنصب، أول مرة في عام 1975، وآخرهم في 1987، وواجهت العديد من المشكلات في منصبها من انهيار للإقتصاد البريطاني ومحاولتها الوقوف ضد ذلك ونجحت في تحسين الظروف، لكنها نحجت أيضا في إثارة معارضة قوية لها لكونها حازمة في قرارتها دون أي إنحياز لأي طرف، وتمسكها برأيها ما جعلها في نهاية الأمر تترك منصبها بعد خسارتها الانتخابات.
لقبت بلقب البارون ما أتاح لها دخول مجلس اللوردارت، ورغم تركها السلطة والسياسة لكنها استمرت في حصد الألقاب، قلقبت في بداية الألفية "ببطل زماننا" و"بطلة الحرية" واختيرت ضمن قائمة 100 أعظم بريطانيين، وفي المرتبة السادسة من كواحدة من أهم الشخصيات التي مرت على العالم.
ما زالت مثرة للجدل حتى بعد وفاتها بهدوء في 2013 بسكتة دماغية، وأقيمت لها جنازة قد لا تقام لملوك، لكنها أقيمت لسيدة مثلها قادرة على إثارة الإعجاب والنقد حتى بعد رحيلها.
الكاتب
نيرة حشمت
الإثنين ١٨ أبريل ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا